أخبار

المصريون القدماء استوردوا قردة "البابون" لتحنيطها لأغراض دينية

نشرت بتاريخ 9 ديسمبر 2023

فحص الباحثون مجموعة من مومياوات البابون من موقع وادي القرود على الضفة الغربية للأقصر

محمد السعيد

بعض الجماجم المتاحة للدراسة
بعض الجماجم المتاحة للدراسة
Bea De Cupere, CC-BY 4.0 (https://creativecommons.org/licenses/by/4.0/) Enlarge image
ذكرت دراسة حديثة أن المصريين القدماء انتهجوا تربية قردة البابون ضمن أنواع مختلفة من الحيوانات بهدف تحنيطها لأغراض دينية، وهو السلوك الذي بدأ في القرن التاسع قبل الميلاد وامتد حتى القرن الرابع الميلادي.

 

ووفق الدراسة التي نشرتها دورية "بلوس وان" (PLOS ONE)، فحص باحثون من فرنسا وبلجيكا وألمانيا مجموعةً من مومياوات البابون من موقع وادي القرود على الضفة الغربية للأقصر.

 

كان المصريون يبجلون قرد البابون "الرباح المقدس" باعتباره تجسيدًا لتحوت، إله القمر والحكمة ومستشار رع، إله الشمس.

 

والبابون ليس الحيوان الوحيد الذي قدسه المصريون القدماء بهذه الطريقة؛ فعلى سبيل المثال، ارتبط "ابن آوى" بالمعبود أنوبيس (إله الموت)، والصقر بإله السماء (حورس)، وفرس النهر بربة الحمل (تاورت).

 

من جهته، يوضح "ويم فان نير" -الباحث في المعهد الملكي البلجيكي للعلوم الطبيعية، والمؤلف الرئيسي للدراسة- أن "هناك نوعين من قردة البابون التي تم تبجيلها في جبانة القرود، ليس فقط قرد الرباح المقدس الشهير، ولكن أيضًا القرد المسمى الرباح الزيتوني أو قرد النيل الأزرق".

 

يقول "نير" في تصريحات لـ"نيتشر ميدل إيست": من بين كل الحيوانات التي قدسها المصريون القدماء، كان البابون خيارًا غريبًا للغاية لسببين: أولهما أن معظم الأشخاص الذين يتعاملون مع قردة البابون بشكل روتيني يعدونها حيوانات خطيرة، والثاني أنه الحيوان الوحيد في الجبانة المصرية الذي لم تكن مصر موطنًا له.

 

يضيف "نير": هذه الحيوانات لم تكن تعيش في مصر وتم استيرادها لأغراض دينية من منطقتين مختلفتين هما وادي النيل السوداني في حالة قرد الزيتون، وجبال البحر الأحمر والقرن الأفريقي وتحديدًا من السودان وإريتريا والصومال وإثيوبيا، في حالة قرد الرباح المقدس.

 

فحص الباحثون بقايا هياكل عظمية تمثل ما لا يقل عن 36 فردًا من قردة البابون بأعمار مختلفة، ويعود تاريخها إلى ما بين 800 إلى 500 سنة قبل الميلاد.

 

ولاحظ المؤلفون أن ظروفًا مماثلة شوهدت في بقايا قرد البابون من موقعين آخرين من العمر نفسه، وهما سقارة وتونة الجبل، مما يشير إلى وجود طريقة ثابتة إلى حدٍّ ما للاحتفاظ بالقردة في الأسر في الظروف نفسها في جميع المواقع الثلاثة.

 

جرى احتجاز قرود البابون في الأسر لعدة أجيال في ظروف وصفها الباحث بـ"غير المثالية"، نظرًا لقلة تعرُّض هذه القردة لضوء الشمس، ما أصابها بنقص "فيتامين د"، ومعاناتها من تشوهات في العظام والكساح مع تقدمها في السن.

 

كما عانت معظم قردة البابون من سوء التغذية في الأَسر، لكن أظهر الفحص أنه "لم يكن هناك أي إساءة جسدية للحيوانات"، وفق "نير".

doi:10.1038/nmiddleeast.2023.269