اختلاف الأهداف والسياسات المناخية يعوق دقة النماذج المعنية بإبقاء الاحترار عند أقل من 1.5 درجة مئوية
محمد السعيد
تستهدف المنظمات الأممية المعنية بالتغيرات المناخية تحقيق الهدف العالمي بإبقاء
الاحترار عند أقل من 1.5 درجة مئوية.
ويعتمد صناع السياسات والعلماء على
نماذج مناخية لمعرفة مدى فاعلية السياسات المتبعة لتحقيق هذا الهدف على مدى العقود
المقبلة.
لكن دراسة جديدة نشرتها مجلة
"نيتشر" (Nature) أمس "الأربعاء"، 13 ديسمبر، أوضحت أن سيناريوهات السياسة المناخية طويلة
المدى المستخدمة في هذه التقييمات يمكن أن تكون شديدة التبايُن.
تناولتالدراسة مشكلةً أثرت على تحليل توقعات السياسة المناخية لفترة طويلة، وهي
مشكلة النطاقات الكبيرة (الفروق بين الحد الأدنى والحد الأقصى في التوقعات)
والشكوك حول التوقعات.
ويرى المؤلفون أن السبب في هذه
النطاقات هو الاختلافات في الأهداف المناخية، أو عدم توافق النماذج، أو افتراضات
السيناريو الخارجي مثل اختيارات نمط الحياة.
يقول "مارك ديكر"، باحث ما
بعد الدكتوراة في قسم المناخ والهواء والطاقة في وكالة التقييم البيئي الهولندية،
والمؤلف الرئيسي للدراسة: "إن النشر السريع لطاقة الرياح قبل عام 2030
والاستخدام الشامل لتقنية التقاط الكربون وتخزينه يندرج أيضًا في جميع
النماذج".
يضيف "ديكر" في تصريحات
لـ"نيتشر ميدل إيست": استخدمنا مجموعةً من 1202 سيناريو من 44 نسخة نموذجية من قاعدة بيانات الهيئة الحكومية
الدولية المعنية بتغير المناخ، وحددنا ثلاثة محركات محددة قد تسبب اختلافًا بين
السيناريوهات هي: أهداف السيناريو المناخية، وافتراضات النماذج، ومدخلات
السيناريو، مثل التوقعات الاجتماعية والاقتصادية.
واختبر المؤلفون المتغيرات، بما في
ذلك توليد الكهرباء والطلب على الطاقة في وسائل النقل، لاكتشاف الأسباب التي تؤدي
إلى انتشارها من عام 2030 إلى عام 2100.
وتعتمد معظم السيناريوهات الواردة في
قاعدة بيانات التقرير السادس للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، على
المسار الاجتماعي والاقتصادي المشترك، وتحسين التكلفة.
ويرى مؤلفو الدراسة الجديدة أن وجود
نطاق أوسع من معدلات النمو الاقتصادي ونمط الحياة والتفضيلات التكنولوجية بما
يتجاوز التكاليف سيكون مفيدًا لتحديد المزيد من النتائج الجيدة.
يقول "ديكر": يمكن استخدام
نتائج هذه الدراسة في صياغة جداول أعمال البحث في التوقعات المستقبلية للسياسات المناخية.
ويتابع: تغيُّر المناخ ليس مشكلة
اليوم فحسب، بل من الواضح أنه يمثل أيضًا مشكلة المستقبل البعيد، وهو أمرٌ يصعب
فهمه من دون نماذج، ومن خلال نمذجة مناخنا واستخدامنا للأرض والطاقة وإمدادات
الطاقة، سنكون قادرين على فهم كيف يمكننا فعله بمرور الوقت للتخفيف من هذه
المشكلات والتكيف معها.
تواصل معنا: