الهروب من الجفاف يُعرض معظم سكان أفريقيا لخطر الفيضانات
نشرت بتاريخ 26 ديسمبر 2023
شهدت السودان والمغرب وبلدان القرن الأفريقي وجنوب الأفريقي عمليات نزوح وهجرات نحو الأنهار خلال العقود الأخيرة
محمد السيد علي
حذرت دراسة حديثة من تزايُد موجات
النزوح خلال العقود المقبلة بسبب التغيرات المناخية وزيادة تواتُر حالات الجفاف
وشدتها.
وذكرتالدراسة التي نشرتها دورية "إيرثز
فيوتشر" (Earth’s Future) أن موجات الجفاف
أدت إلى نزوح حوالي 80% من سكان البلدان الأفريقية نحو الأنهار والمدن.
وأضافت أن "عمليات النزوح هربًا
من الجفاف تسببت في زيادة عدد الأشخاص الذين يعيشون في المناطق المعرضة لخطر
الفيضانات خلال العقود الأخيرة".
ووفق مفوضية الأمم المتحدة لشؤون
اللاجئين، فإن الأسرالنازحة بسبب الجفاف في أفريقيا اضطرت إلى
مغادرة منازلها مرةً أخرى هربًا من الفيضانات الشديدة الناجمة عن الأمطار الغزيرة
المتواصلة في جميع أنحاء المنطقة.
وركزت الأبحاثالسابقة حول الهجرات الناجمة عن الجفاف في
أفريقيا على بلدان منفردة أو أحداث جفاف محددة، ما حد من فهم العلماء لكيفية تأثير
الجفاف على أنماط النزوح البشري على نطاقات واسعة.
لكن الدراسة الجديدة هي الأولى التي
تدرس التغيرات في أنماط النزوح المرتبطة بالجفاف على المستوى القاري، وفق الفريق.
ركز الباحثون على تأثيرات الجفاف في
50 دولةً أفريقيةً بينها السودان والمغرب، ووجدوا أن الجفاف قد يدفع الناس إلى
الاقتراب من الأنهار لمواصلة الأنشطة الزراعية، وقد ينزح آخرون إلى المدن التي
توفر فرصًا اقتصاديةً متنوعةً عندما يحد الجفاف من الزراعة.
تقول سيرينا سيولا، عالِمة
الهيدرولوجيا بجامعة بولونيا في إيطاليا، وقائد فريق البحث: مع تغير المناخ
وتفاقُم مشكلات الجفاف والفيضانات، سيكافح عدد أكبر من الناس للعثور على مكان آمن
للاستقرار.
تضيف "سيولا" في تصريحات
لـ"نيتشر ميدل إيست": طورنا منهجيةً جديدةً لتقييم النزوح البشري الناجم
عن الجفاف، ودمجنا أنواعًا مختلفةً من بيانات الأقمار الصناعية (الأضواء الليلية
وشبكة الأنهار) مع مجموعة البيانات القائمة على التعداد (البنك الدولي) لتحديد
التغييرات في أنماط المستوطنات البشرية، وتقييم التأثيرات الاجتماعية والاقتصادية
للجفاف ودرجاته.
وكشفت النتائج أن ما بين 70 إلى 81%
من البلدان الأفريقية تشهد عمليات نزوح أكبر خلال فترات الجفاف، مقارنةً بالفترات
التي لا تعاني فيها من الجفاف.
وأوضحت النتائج أن "جميع بلدان
القرن الأفريقي والجنوب الأفريقي شهدت هجرةً مرتبطةً بالجفاف نحو الأنهار، خاصةً
بلدان بوروندي وغينيا بيساو وناميبيا".
ففي الصومال -على سبيل المثال- نزح
أكثر من 3.8 ملايين شخص جزئيًّا بسبب الجفاف خلال السنوات الثلاث الماضية.
ولجأ العديد من النازحين إلى أماكن
قريبة من الأنهار بهدف الزراعة، لكن الأمطار الغزيرة والفيضانات العارمة أدت إلى
نزوح الملايين.
تقول "سيولا": هذه النتائج
مفيدة لتحديد إستراتيجيات التخطيط المرتبطة بإدارة الأحداث المتطرفة (الفيضانات
والجفاف)، وتخصيص الموارد على نحوٍ أفضل وفقًا للاحتياجات المختلفة للأشخاص الذين
غيروا مواقعهم بسبب ظروف الجفاف.
من جهته، يرى علي قطب -أستاذ المناخ
بجامعة الزقازيق بمصر، وغير المشارك بالدراسة- أن "المناطق القريبة من
المسطحات المائية والقريبة من المناطق الاستوائية -مثل السودان والمغرب وإثيوبيا
ورواندا واليمن وعمان- تُعد الأكثر تعرضًا للفيضانات والأمطار الغزيرة التي تتسبب
في سيول.
يضيف "قطب" في تصريحات
لـ"نيتشر ميدل إيست": يتعرض النازحون للوفاة والإصابة بالأمراض بسبب
الفيضانات والأمراض الغزيرة، خاصةً في ظل عدم وجود أنظمة التنبؤ بالكوارث ووسائل
التكيف مع أزمات المناخ المتلاحقة.
تواصل معنا: