العدسات طورها باحثون بجامعة خليفة الإمارتية.. وتحجب 45% من الأشعة فوق البنفسجية و20% من الضوء الأزرق بشكل فعال
محمد السيد علي
يؤدي التعرض المفرط للأشعة فوق
البنفسجية إلى الإصابة بالعديد من أمراض العيون، وأهمها مرض إعتام عدسة العين.
من هنا تأتي أهمية نجاح فريق بحثي من
جامعة خليفة بدولة الإمارات في تطوير عدسات لاصقة متعددة الوظائف، للحماية من
الأشعة فوق البنفسجية، والمساعدة على تشخيص أمراض العيون، وفقدراسة نشرتها دورية "لايت ساينس آند أبليكيشنز" (Light:
Science & Applications).
اعتمد الباحثون على المساحيق
الفوتوكرومية، وهي أصباغ تتكون من جزيئات ذات خصائص كيميائية تتيح لها تغيير لونها
عند تعرُّضها للضوء، وتُستخدم في مجموعة متنوعة من التطبيقات مثل النظارات الشمسية
والعدسات اللاصقة والطلاء.
ويصيب مرض إعتام عدسة العين 94 مليون
شخص، ويؤدي إلى إجراء 10 ملايين عملية جراحية سنويًّا، وفق الدراسة.
يقول حيدر بوت، الأستاذ المشارك بقسم
الهندسة الميكانيكية بجامعة خليفة، والباحث الرئيسي للدراسة: "إن العدسات
الجديدة حساسة لدرجة الحرارة ومتعددة الوظائف؛ إذ تُصبح داكنةً في الهواء الطلق
بسبب الأشعة فوق البنفسجية القادمة من ضوء الشمس، وتستجيب للتغيرات في درجات
الحرارة، وفق الظروف الفسيولوجية للعين".
وأضاف في تصريحات لـ"نيتشر ميدل
إيست": تعتمد هذه العدسات على مواد ذكية مثل المواد الفوتوكرومية والحرارية
التي لها سمات بصرية فريدة اعتمادًا على حالتها النشطة والمعطلة.
ورأى "بوت" أن دمج
المساحيق الفوتوكرومية في العدسات الجديدة يقدم حلًّا بسيطًا وفعالًا من حيث
التكلفة لإدارة مجموعة من أمراض العين وربما الوقاية منها، لأن تلك المساحيق تغير
بنيتها استجابةً للأشعة فوق البنفسجية، كما أنها تتفاعل مع التغيرات في درجات
الحرارة.
وتحجب هذه العدسات اللاصقة حوالي 45%
من الأشعة فوق البنفسجية و20% من الضوء الأزرق بشكل فعال، وذلك تحت الإضاءة
العادية.
وعند تعرُّض العدسات للأشعة فوق
البنفسجية، تصبح داكنةً في الوقت الفعلي، وتمتص أجزاءً من الضوء المرئي، وتختلف
سرعة هذا التغير وشدته بناءً على المادة الفوتوكرومية المحددة المستخدمة.
كما يمكن للشخص اختيار العدسات بناءً
على احتياجاته الفريدة، فعلى سبيل المثال، تتفاعل العدسات الزرقاء بسرعة؛ إذ يعود
95% من تغيُّر لونها في أقل من 5 ثوانٍ بعد التعرض للأشعة فوق البنفسجية.
وأشار الباحثون إلى أن الأشعة فوق
البنفسجية ليست العامل الوحيد الذي يؤثر على صحة العين، إذ تم ربط التقلبات في
درجة حرارة سطح العين -عادةً ما بين 31 إلى 37 درجة مئوية- بمشكلات مثل جفاف
العين، والزَّرَق، واعتلال الشبكية السكري، وبما أن
العدسات الجديدة يمكنها مراقبة درجة حرارة سطح العين في الوقت الحقيقي، فإنها قد
تتحول إلى أداة تشخيصية لأمراض العين.
من جهته، يقول جمال المشد -أستاذ طب
وجراحة العيون بجامعة الزقازيق في مصر- في تصريحات لـ"نيتشر ميدل إيست":
العدسات الجديدة يمكن أن تكون مفيدةً بشكل خاص لمرضى أمراض العين، وخاصةً مَن
يزرعون عدسات اصطناعية.
ويضيف: كما أنها مفيدة في الحالات
المرتبطة بالتعرض المُفرط والمباشر للأشعة فوق البنفسجية وتقلبات درجات الحرارة،
كما في حالة مَن يعملون تحت أشعة الشمس ساعاتٍ طويلة وخلال ساعات الذروة، أو مَن
يعملون في أفران الحديد والصلب، بالإضافة إلى مَن يستخدمون أجهزة الأشعة فوق
البنفسجية لأغراض علاجية مثل أجهزة إزالة الشعر بالليزر وبعض الأمراض الجلدية.
تواصل معنا: