تحيزاتٌ خفية تُسفِر عن حالةٍ من عدم تكافؤ الفرص بين المؤلفين خلال مسيرتهم المهنية
نشرت بتاريخ 1 مايو 2023
الباحثون ذوو
البشرة غير البيضاء يواجهون عقباتٍ كثيرًا ما يُستهان بها تتعلق بمستوى تمثيلهم في
مجالس تحرير الدوريات.. ومعدل نشر أبحاثهم في الأدبيات.
مايكل أيزنشتاين
لا يخفى على أحدٍ أن فرص العمل المتاحة أمام العلماء يمكن أن
تتأثر تأثُّرًا بالغ السوء بسبب ما يواجهونه من تحيزاتٍ عرقية وإثنية، ومؤخرًا،
أجرى فريقٌ بقيادة طلال رهوان وبدور الشبلي في جامعة نيويورك أبو ظبي تحليلًا لمقالاتٍ نُشرت في دورياتٍ علمية، وتوصل الفريق في
دراسته البحثية هذه إلى أدلةٍ كمية على العقبات التي يواجهها الباحثون من ذوي البشرة
غير البيضاء في نشر أعمالهم بحيث تصل إلى المجتمع الأوسع نطاقًا.
وكانت هذه الدراسة متابعةً مباشرةً لجهدٍ بحثي سابق من الباحثين
تمحور حول استكشاف تحيزات النوع الجنسي في الدوريات العلمية، تقول الشبلي:
"اكتشفنا فجوةً دائمةً
تتعلق بالنوع الجنسي في مجالس
التحرير على مستوى 15 تخصصًا علميًّا خلال العقود الخمسة الماضية، ودفعنا الفضول إلى
معرفة ما إذا كان العلماء ذوو البشرة غير البيضاء يواجهون تحيُّزاتٍ مشابهة"،
ولسبر أغوار هذه القضية، أجرت الشبلي وزملاؤها تحليلًا لمليون ورقة بحثية وافقت
عليها ست دُور نشر في الفترة ما بين عامي 2001 و2020.
في البداية، أجرى الفريق البحثي مقارنةً بين البلدان المختلفة
من حيث جودة تمثيل كلٍّ منها في مجالس تحرير الدوريات قياسًا على عدد المقالات
التي ألَّفها علماءٌ من تلك البلدان، وهذا معيارٌ مهم؛ نظرًا إلى أن هؤلاء المحررين
يؤدون دورًا جوهريًّا في اتخاذ القرار بقبول المقالات أو رفضها، ووجد الفريق أن البلدان
التي يُصنَّف غالبية سكانها بأنهم من ذوي البشرة البيضاء كانت تُمثَّل بإفراطٍ –على
نحوٍ ثابت- في مجالس التحرير بالاستناد إلى إسهامات مؤلفيها، في حين جاء تمثيل آسيا،
وأمريكا الجنوبية، وإفريقيا دون المستوى المطلوب بوجه عام.
وفي خضم التحليل، كشف الفريق البحثي دليلًا آخر على عدم تكافؤ الفرص
فيما يتعلق بالمؤلفات العلمية، فعلى سبيل المثال، تبيَّن أن الباحثين من إفريقيا،
وآسيا، وأمريكا الجنوبية يواجهون على الأرجح تأخيراتٍ أطول أمدًا بكثير فيما يخص
مراجعة أبحاثهم مقارنةً بالباحثين الذين ينتمون إلى بلدانٍ يُصنَّف غالبية سكانها
بأنهم من ذوي البشرة البيضاء، تقول الشبلي: "عدم تكافؤ الفرص لم يظهر مطلقًا بهذا
القدر من الوضوح في الأدبيات من قبل".
واللافت أن هذه الأنماط المتشابهة نفسها ظهرت عندما ركَّزت الشبلي
ورهوان اهتمامهما حصرًا على باحثي الولايات المتحدة متعددة الإثنيات؛ فعند
تصنيفهما الخلفية العرقية للباحثين بناءً على أسمائهم، رصد الباحثان نمطًا واضحًا
يُفيد بقلة تمثيل الباحثين من ذوي البشرة السمراء والأصول الإسبانية في مجالس
التحرير إذا ما قُورنوا بنظرائهم من ذوي البشرة البيضاء، والمنتمين إلى أصولٍ
آسيوية أو العائدة أصولهم إلى جزر المحيط الهادئ، كما واجه الباحثون من ذوي البشرة
السمراء المقيمون في الولايات المتحدة تأخيراتٍ ملحوظة فيما يتعلق بمراجعة مخطوطاتهم
البحثية مقارنةً بنظرائهم المنحدرين من خلفياتٍ عرقية أخرى.
سيتطلب تصحيح هذا الوضع بعضًا من التحليل المتعمق من جانب دُور
النشر، ويشمل ذلك تقييمًا للكيفية التي
يجري بها اختيار أعضاء مجالس التحرير، إضافةً إلى تقييمٍ دقيق للكيفية التي تتم
بها عملية مراجعة المخطوطات، تقول الشبلي إنها تتطلع إلى مزيدٍ من التعمق في دراسة
العوامل التي تتسبَّب في تأخير قبول مخطوطات الباحثين من ذوي البشرة غير البيضاء، كما
تأمل أن تُجري دُور النشر تحليلًا مماثلًا للتأخيرات التي تؤثر على الأوراق
البحثية التي يكون مصيرها الرفض في نهاية المطاف، وتشير الشبلي إلى أن هذه
البيانات "عادةً ما لا تُتاح لأحدٍ سوى للناشرين أنفسهم".
تواصل معنا: