في الأردن: مسار أشعة جديد في مركز «سيسامي» يسلط الضوء على الموروث الثقافي
نشرت بتاريخ 3 يوليو 2023
إضافة
مسار أشعة خامس يوسع آفاق العمل العلمي بالمركز.
سدير الشوك
أعلن «المركز
الدولي لاستخدام أشعة السنكروترون في مجال العلوم التجريبية وتطبيقاتها في الشرق
الأوسط»، الذي يُشار إليه بالاسم المختصر «سيسامي» SESAME، ومقرُّه الأردن، أن أحدث مسارات الأشعة
لديه قد دخل حيز العمل. ففي الحادي عشر من شهر مايو الماضي، أجرى مسار الأشعة الجديد،
المُسمّى «مسار الأشعة للتصوير المقطعي»، ويُعرف اختصارًا بمسار «بيتس» BEATS، مسحًا
لعينة اختبار بشعاع فوتونات من الأشعة السينية، ليفتح بذلك الطريق أمام طيف جديد
من التجارب في هذه المؤسسة الدولية.
ويقول جيانلوكا
يوري، العالم الذي يعمل على مسار أشعة «بيتس»: "كل مسار أشعة جديد هو في
جوهره مختبر مختلف، يُجرَى به نوع مختلف من التجارب"، كما يوضح أن مسار
الأشعة الجديد مفيد لنا، باعتبار أنه لا يُتلف العينات التي تخضع للفحص، قائلًا:
"نُجري مسوحًا بالأشعة المقطعية، كتلك التي يمكن أن تخضع لها في مستشفى، لكنها
هنا تكون بدرجة استبانة ميكروسكوب. ويمكننا بالأشعة السينية أن ننظر نظرةً ثلاثية الأبعاد
داخل العينة، دون حاجة إلى تقطيعها. ونستطيع أن نفحص الحفريات، أو الأنسجة
الحيوية، أو المواد الهندسية المركبة، وكل ذلك بدرجة استبانة هائلة، ودون التأثير
على العينات".
وصحيح أن مسار
الأشعة الجديد هذا سوف يُستخدم في تجارب تشمل مجالات متنوعة، بدءًا من علوم المواد
وحتى البيولوجيا، إلا أن يوري يلفت نظرنا إلى أن مسار الأشعة هذا سيكون مفيدًا
بشكل خاص في مجالات الآثار والموروث الثقافي، فيقول: "كانت هذه المجالات في
حسبان مصممي مسار الأشعة هذا؛ نظرًا للموروث الثقافي الغني الذي تتمتع به منطقة
الشرق الأوسط وشرق المتوسط".
وفي دورة
التشغيل التجريبية، جَمَع العلماء خلال 12 ثانية ألف صورة بالأشعة السينية لعينة
دوّارة، ثم حللوا الصور باستخدام المرفق الحاسوبي عالي الأداء الخاص بمسار الأشعة،
كي يحصلوا على نموذج ثلاثي الأبعاد للعينة، والتي كانت قارورةً مملوءة بكرات زجاجية.
ويعبر يوري – الذي
انضم إلى فريق «سيسامي» عام 2020 – عن فخره بالإنجاز الذي حققه الفريق فيقول:
"وجدت في مركز «سيسامي» حين انضممت إليه مهندسين على مستوًى عالمي. كما أن بعض
الحلول التي ابتكروها في تصميم مسار الأشعة «بيتس» بدأت بالفعل تجذب انتباه الناس
في مرافق أخرى".
صُمِّم مسار
الأشعة الجديد وبُنِيَ في إطار تعاون بين مركز «سيسامي» وعدة مرافق سنكروترون
أوروبية. ويقول يوري: "أحد التحديات التي انطوى عليها هذا المشروع كان
التعاون على تصميم مسار الأشعة، وتوفير التوريدات اللازمة له بين فرق موزعة على
سبع دول مختلفة"، مضيفًا أنه مما زاد الأمر صعوبة أنهم اضطُروا لعقد
اجتماعاتهم عبر الإنترنت، بسبب القيود التي فرضتها جائحة «كوفيد»، قائلًا: "رغم
ذلك، حاولنا أن نبقي حماسنا وعزيمتنا على أشدهما، وخرجنا من ذلك ونحن فريق شديد
الحماس، وأعضاؤه مرتبطون بعضهم ببعض".
من المقرَّر أن
يبدأ تلقي مقترحات المشاريع لتنفيذها بمسار الأشعة الجديد في شهر سبتمبر القادم،
ويقول يوري: "نلحظ اهتمامًا كبيرًا بين الباحثين العاملين في مجالات الموروث
الثقافي، وعلم الحفريات، والتكنولوجيا الحيوية، وعلوم التربة، والعلوم الزراعية".
وأضاف أنه "لن يكون من السهل تلبية الطلب من المجتمعات البحثية المختلفة، لكن
هذا هو جوهر مهمة مشروع مسار الأشعة".
تواصل معنا: