دور معامل الارتباط الوراثي (GCV) في تحسين الصفات وانتخابها وتوريثها
محمد السيد علي
يشتهر
القطن المصري بجودة أليافه الاستثنائية، مما يجعله سلعةً مطلوبةً للغاية في صناعة
النسيج، ومع ذلك، فإن تربية أصناف جديدة للحصول على إنتاجية عالية مع الحفاظ على
جودة الألياف تمثل تحديًّا.
لذا
استهدف باحثون مصريون تحديد الأنماط الجينية لأصناف القطن التي تتفوق في الإنتاجية
وتتمتع بصفات جودة قياسية في ظل الظروف المناخية شبه القاحلة.
وتمكن الباحثون
من تحسين إنتاجية الألياف في القطن المصري وجودتها باستخدام تقنيات اختيار النسب،
وفق دراسة نشرتها دورية "ساينتفك
ريبورتس".
يقول
وليد يحيى -وكيل معهد بحوث القطن للإنتاج، ونائب مدير صندوق تحسين الأقطان
المصرية، والباحث المشارك بالدراسة- في تصريحات لـ"نيتشر ميدل إيست": يركز
معهد بحوث القطن على تطوير أصناف جديدة ذات جودة عالية وإنتاجية محسّنة لتلبية
احتياجات المزارعين بشكلٍ فعّال.
تهجين
واختيار النسب
أُجريت
الدراسة بين 2016 و2018 في معهد بحوث القطن بسخا، مُستخدمةً دورتين من التكاثر
بطريقة اختيار النسب، وتم تهجين صنفي "جيزة 94" المعروف بالإنتاجية
العالية والتبكير (إنضاج كبسولات القطن في وقت مبكر من موسم النمو)
و"سوفين" المعروف بالإنتاجية العالية وجودة الألياف الجيدة.
في عام
2016، تم اختيار أفضل 5% من عشائر الجيل الثاني الناتج عن هذا التهجين بناءً على
صفات المحصول ومكوناته وصفات التبكير في التزهير، وزراعتها في الجيل الثالث.
ثم تم
اختيار أفضل 5% من عشائر الجيل الثالث للزراعة في الجيل الرابع في عام 2018، ثم
دراسة صفاتها ومقارنتها بالأصناف التجارية المزروعة.
ويُعد
معامل الارتباط الوراثي (GCV) مقياسًا إحصائيًّا يُستخدم في تحسين سلالات القطن، ويُشير هذا
المعامل إلى مدى قابلية صفة معينة للتوريث، أي قدرتها على الانتقال من جيل إلى آخر
خلال عملية التكاثر.
تراكيب
وراثية
يشير "يحيى"
إلى أن "قياسات معامل الارتباط الوراثي أظهرت وجود ارتباطٍ عالٍ وإيجابي بين
صفات المحصول ومكوناته، مما سهّل عملية الانتخاب والتحسين لدى مربي القطن".
ومن
بين النتائج البارزة، الحصول على 5 عائلات جديدة (تراكيب وراثية جديدة) ذات قيم
محصولية مرتفعة، مع صفات جودة تيلة ممتازة، وهذا يُمكِّن من عزل هذه التراكيب
واستخدامها كأصناف قطن مصري مستنبطة، أو إدخالها في برامج التربية لتحسين الأصناف
الأخرى، وفق الدراسة.
وتُعدّ
عملية التهجين واختيار النسب من أبرز الأساليب المستخدمة لتحسين سلالات القطن،
وزيادة إنتاجها وتحسين خصائصها ومقاومتها للأمراض والآفات، وتعتمد هذه العملية على
مبادئ علم الوراثة، وتشمل خطواتٍ مُحددةً لِجمع البيانات وتحليلها وتحديد النتائج
المرغوبة، وتطبيق تقنيات التهجين والتكاثر على عدة أجيال حتى يتمّ تثبيت الصفات
المرغوبة في سلالة جديدة من القطن.
وأظهرت
دراسة سابقة أن اختيار
النسب هو الطريقة الأكثر شيوعًا بين مربي النباتات لتحسين سمات القطن، نظرًا
لتنوعها وتوافقها مع الدراسات الوراثية، وقد تم إنتاج معظم أصناف القطن المصري
باستخدام هذا النظام.
من
جهته، يرى قاسم زكي -أستاذ علوم الوراثة بكلية الزراعة بجامعة المنيا في مصر،
ورئيس اللجنة الوطنية للعلوم الوراثية بأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا- أنه "بالرغم
من ظهور طرق حديثة لتطوير سلالات جديدة لأصناف القطن مثل الهندسة الوراثية
والوراثة الجزيئية، فإن نتائج البحث تثبت أن الطرق الكلاسيكية والتقليدية لتحسين
النباتات والمحاصيل، والتي كانت تُستخدم منذ أكثر من 100 عام ما زالت قائمةً وفعالة".
يقول
"زكي" في تصريحات لـ"نيتشر ميدل إيست": هذه الطريقة التقليدية
في تهجين سلالات القطن وانتخابها تتراجع لصالح الطرق الحديثة، ولكن نتائج الدراسة الجديدة
تشير إلى أهميتها، خاصةً مع وجود بعض التحفظات على طرق الهندسة الوراثية.
تواصل معنا: