أحدث الأبحاث

أقدم دليل على استيطان البشر لكهف بركاني سعودي

نشرت بتاريخ 22 أبريل 2024

يعتقد الباحثون أن كهف "أم جرسان" كان أحد الأماكن التي لجأ إليها الرعاة هربًا من قسوة الظروف المناخية

محمد السعيد

أول استيطان موثق لأنبوب الحمم البركانية في شبه الجزيرة العربية

أول استيطان موثق لأنبوب الحمم البركانية في شبه الجزيرة العربية


Stewart et al., 2024, PLOS ONE, CC-BY 4.0 (https://creativecommons.org/licenses/by/4.0/)

Enlarge image

عثر باحثون على أدلة أثرية تكشف عن نفق كبير من الحمم البركانية فيما يُعرف اليوم بالمملكة العربية السعودية كان مأوى للبشر الذين كانوا يرعون الماشية على مدار 7000 عام الماضية على الأقل، وفق دراسة نشرتها دورية "بلوس وان" (PLOS ONE).

 

من خلال التنقيب والتحليل الدقيق، اكتشف الباحثون ثروةً من الأدلة في كهف أم جرسان تشمل بقايا بشرية من الفترة الممتدة من العصر الحجري الحديث إلى العصر النحاسي/العصر البرونزي (منذ حوالي 10 آلاف إلى 3500 سنة).

 

يقول "ماثيو استيوارت"، الباحث في المركز الأسترالي للتطور البشري في جامعة جريفث، والباحث الرئيسي في الدراسة: حتى وقت قريب، لم يقم أي علماء آثار بمسح أيٍّ من مئات الكهوف وأنابيب الحمم البركانية المسجلة في شمال شبه الجزيرة العربية، وفي عام 2019، بدأ فريقنا البحث في هذه المواقع الجوفية، وفي دراستنا الجديدة أبلغنا عن أول استيطان موثق لأنبوب الحمم البركانية في شبه الجزيرة العربية.

 

ويقع أنبوب حمم أم جرسان على بُعد حوالي 125 كيلومترًا شمال المدينة المنورة، في حقل حمم حرة خيبر، وتشكل الأنبوب منذ فترة طويلة عن طريق تبريد الحمم البركانية، ويبلغ طوله 1.5 كيلومتر، ويصل ارتفاعه إلى 12 مترًا وعرضه 45 مترًا في بعض أقسامه.

 

يضيف "استيوارت" في تصريحات لـ"نيتشر ميدل إيست": نعلم الآن أن البشر استوطنوا هذه الأماكن الموجودة تحت الأرض، ويُحتمل أن أم جرسان وغيرها من الكهوف كانت أماكن لجوء الرعاة في مناخٍ قاسٍ وجاف، ونفترض أيضًا أن أم جرسان تمثل نقطة توقف للأشخاص الذين يتنقلون بين مصادر المياه الرئيسية (الواحات) في المناظر الطبيعية.

 

عثر الباحثون على مئات الآلاف من عظام الحيوانات المحفوظة بشكل جيد نتيجة وجود حيوانات آكلة اللحوم مثل الضباع التي تسحب العظام تحت الأرض لتأكلها، أو تخبئها في أوقات ندرة الغذاء، أو تقطعها وتطعمها لأشبالها، كما عثروا على مصنوعات حجرية مصنوعة من أحجار السج، والصوان، والبازلت، بالإضافة إلى الهياكل الحجرية، والفخار.

 

وكشف التأريخ بالكربون المشع لهذه القطع، وتأريخ الرواسب باستخدام طريقة تُعرف باسم "التأريخ التلألُئي المحفز بصريًّا" (OSL dating)، أن مرحلة الاستيطان الرئيسية للمنطقة من المحتمل أن تكون قد حدثت منذ ما بين 7000 و10000 سنة مضت.

doi:10.1038/nmiddleeast.2024.126