أطلق العلماء على الثقب الجديد اسم "جايا بي إتش 3".. وتبلغ كتلته حوالي 33 ضِعف كتلة الشمس
شادي عبد الحافظ
قبل 57
عامًا، أطلق عالِم الفلك الأمريكي "جون ويليز" مصطلح "الثقب
الأسود"، الذي تحول إلى إحدى أكثر الظواهر الفلكية غموضًا.
ومؤخرًا،
رصد فريق من علماء الفلك ما اعتُبر "أكبر ثقب أسود نجمي في مجرتنا درب
التبانة، بكتلة تساوي 33 ضِعف كتلة الشمس"، ويُعد هذا الثقب أحد أقرب الثقوب
السوداء إلى الأرض؛ إذ يقع على مسافة ألفي سنة ضوئية تقريبًا.
ووفق الدراسة التي نشرتها
دورية " أسترونومي آند أستروفيزيكس" (Astronomy &
Astrophysics)،
تتكون الثقوب السوداء النجمية على أثر انهيار نجوم عملاقة، مُحدثةً انفجارًا هائلًا
يسمى "مستعرًا أعظم"، تاركًا في مركز الانفجار ثقبًا أسود غايةً في
الكثافة.
يقول باسكال بانوزو، عالِم الفلك
في مرصد باريس، والمشارك في الدراسة: "هذا النوع من الاكتشافات لا يحدث سوى
مرة واحدة في حياتنا البحثية، وأغلب الثقوب السوداء النجمية المعروفة في مجرتنا
كتلتها أقل من 10 أضعاف كتلة الشمس، ويُعد الثقب الأسود المعروف باسم
"الدجاجة إكس -1" صاحب الرقم القياسي السابق بكتلة تساوي 21 ضِعف كتلة
الشمس".
يضيف
"بانوزو" في تصريحات لـ"نيتشر ميدل إيست": باستخدام التلسكوب،
تمكنَّا من اشتقاق كتلة الثقب الأسود الجديد عبر دراسة مدار رفيقه والفترة
المدارية الخاصة به باستخدام قوانين كبلر.
وتشير
الدراسة إلى أن "الثقوب السوداء الكبيرة مثل جايا بي إتش 3 تتشكل من انهيار
النجوم الفقيرة بالمعادن، وهي نجوم تحتوي على نسبة صغيرة جدًّا من العناصر الأثقل
من الهيدروجين والهيليوم في تركيبها الكيميائي.
ويرجِّح
الباحثون أن "النجوم الفقيرة بالمعادن فقط هي التي يمكنها إنتاج ثقوب سوداء
ذات كتلة عالية".
يقول "بانوزو":
يرجع ذلك إلى أن النجوم الفقيرة بالمعادن تنتج رياحًا نجميةً أضعف من المتوسط خلال
حياتها، وبالتالي تفقد كتلةً أقل بكثير في أثناء تطورها، ولذلك فإن الكتلة المتاحة
لولادة ثقب أسود في نهاية حياتها تكون أكبر.
تواصل معنا: