أخبار

فجوة معرفية حول التبرع بالدم بين طلاب جامعات الشرق الأوسط

نشرت بتاريخ 27 أبريل 2024

طلاب كليات العلوم الصحية كانوا أكثر وعيًا بقضية التبرع بالدم مقارنةً بالتخصصات الأخرى

محمد السيد علي

Public Domain
Public Domain

تفاوت بين المواقف والممارسة الفعلية للتبرع بالدم 

Enlarge image

تواجه الدول النامية تحديًا كبيرًا في توفير إمدادات الدم الكافية والآمنة، والتي تبلغ أكثر من 112.5 مليون وحدة دم يتم جمعها على مستوى العالم سنويًّا.

ويأتي نصف هذه الكمية تقريبًا من الدول ذات الدخل المرتفع، التي يزيد معدل التبرع فيها بـ9 أضعاف عن الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط، ونتيجةً لهذا التفاوت، تعاني الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط من نقص حاد في إمدادات الدم المستمرة.

وتوصي منظمة الصحة العالمية بتبرع ما لا يقل عن 1% من السكان بالدم؛ لتلبية الاحتياجات الأساسية للبلاد، معتبرة الشباب مساهمين رئيسيين في هذا المجال.

لكن دراسة شملت 12606 من الطلاب الجامعيين (7966 من الإناث و4640 من الذكور) في 16 دولة، بينها مصر والسعودية والعراق والسودان واليمن، كشفت عن وجود فجوة معرفية كبيرة بين الطلاب فيما يتعلق بالتبرع بالدم.

وأجرت الدراسة المنشورة بدورية "ساينتفك ريبورتس" تقييمًا شاملًا للمعرفة والمواقف والممارسات المتعلقة بالتبرع بالدم بين الطلاب.

وأظهر 28.5% فقط من المشاركين مستوى عاليًا من المعرفة حول التبرع بالدم، وكان طلاب كليات العلوم الصحية أكثر وعيًا بقضية التبرع بالدم مقارنةً بالتخصصات الأخرى.

يقول محمود عبادة، طبيب الأمراض العصبية، والباحث المشرف على الدراسة: "تؤكد النتائج الحاجة إلى تدخلات تثقيفية لتصحيح المفاهيم المغلوطة وتوفير معلومات دقيقة حول التبرع بالدم بين الطلاب".

يضيف "عبادة" في تصريحات لـ"نيتشر ميدل إيست": لترسيخ ثقافة التبرع بالدم بين طلاب الجامعات عدة فوائد، أبرزها إقامة نظام مستدام لإمدادات الدم؛ من أجل إنقاذ الأرواح وتعزيز أنظمة الرعاية الصحية، بالإضافة إلى تعزيز جاهزية بنوك الدم ودعم الاحتياجات الصحية في الأزمات، وتعزيز قيم التعاطف والخدمة المجتمعية، ما يسهم في رفاهية المجتمع.

اتجاهات إيجابية

على الرغم من تدنِّي المعرفة، أظهرت الدراسة اتجاهات إيجابية نحو التبرع بالدم؛ إذ أبدى أغلبية المشاركين استعدادهم للتبرع تحت ظروف محددة، ويعتبر هذا الموقف الإيجابي أساسًا واعدًا لزيادة معدلات التبرع، وفق "عبادة".

ومع ذلك، أفاد 22.7% فقط من المشاركين بأنهم تبرعوا بالدم مرةً واحدةً على الأقل، ونبه "عبادة" إلى أن هذا التفاوت بين المواقف والممارسة الفعلية للتبرع بالدم يشير إلى وجود حواجز تمنع تحويل الرغبة إلى أفعال، مؤكدًا أهمية فهم العوامل التي تؤثر على سلوك التبرع، مثل العمر، والجنس، والخلفية التعليمية، لتصميم تدخلات فعالة تشجع التبرع بين طلاب الجامعات والجمهور الأوسع.

وحددت الدراسة أيضًا العقبات التي تحول دون التبرع بالدم، والتي تشمل عدم طلب التبرع (37%)، وعدم الأهلية الطبية (33%)، والخوف من الألم أو العدوى (18%)، والمخاوف من الآثار الصحية السلبية (18%)، وصعوبة الوصول إلى مراكز التبرع (15%).

من جهته، يقول تامر حفناوي، أستاذ الصحة العامة وطب المجتمع بكلية الطب بجامعة بني سويف، وأمين عام المجلس الأعلى لأخلاقيات البحث العلمي في مصر: تبعث نتائج الدراسة برسالة لمتخذي القرار في المنظمة الصحية مفادها أننا في حاجة إلى نشر ثقافة التبرع بالدم بين فئة طلاب الجامعات.

محمود عبادة طبيب الأمراض العصبية والمشارك في الدراسة

محمود عبادة طبيب الأمراض العصبية والمشارك في الدراسة


Mahmoud Ebada

Enlarge image

يضيف "حفناوي" في تصريحات لـ"نيتشر ميدل إيست": يجب أن تركز الحملات التثقيفية على أن التبرع بالدم ليس مجرد عمل إنساني رائع يساعد في إنقاذ حياة الآخرين، بل له أيضًا فوائد صحية كبيرة للمتبرع نفسه، في مقدمتها تحفيز إنتاج خلايا دم جديدة، ما يعزز صحة الدورة الدموية بشكل عام، كما أن المتبرع يخضع لفحص طبي قبل التبرع للتأكد من أنه لائق صحيًّا.

إستراتيجيات لتعزيز الوعي

ولا يزال عدد الشباب بين المتبرعين المحتملين بالدم محدودًا، وفق دراسة سابقة، ما يؤكد الحاجة إلى زيادة الوعي بين هذه الفئة.

ويشير "عبادة" إلى أن زيادة الوعي بأهمية التبرع بالدم بين طلاب الجامعات يمكن تحقيقها من خلال عدة إستراتيجيات، أبرزها تنظيم ورش عمل وندوات تثقيفية، بالإضافة إلى توفير مواد إعلامية وموارد رقمية لتعريف الطلاب بأهمية التبرع بالدم ومعايير الأهلية لذلك.

كما يُمكن الاستعانة بطلاب العلوم الصحية كسفراء لتصحيح المفاهيم المغلوطة ونشر الوعي، ودمج موضوعات التبرع بالدم في المناهج الدراسية، وتوسيع مرافق التبرع لتسهيل الوصول إلى مراكز التبرع داخل الحرم الجامعي، واستخدام منصات التواصل الاجتماعي لتعزيز الوعي وتنظيم حملات التبرع، ما يعزز التفاعل بين الطلاب ويشجعهم على المشاركة الفعالة.

doi:10.1038/nmiddleeast.2024.132