تغيرات أكثر تطرفًا في أنماط المناخ بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا
نشرت بتاريخ 12 مايو 2024
توصيات بضرورة التوصل إلى خطط أفضل للتعامل مع هذه التغيرات من خلال تحديث أنظمة الرصد
محمد السعيد
ذكرت دراسة حديثة أن توسع "خلايا
هادلي" يؤدي إلى توسع مناطق الحمل الحراري على جانبي خط الاستواء، ما يؤثر على
المناطق شبه الاستوائية مثل منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
و"خلايا
هادلي" (Hadley
cells) هي دورات انقلابية تحدث عند دوائر العرض المنخفضة؛ إذ يرتفع الهواء
عند دائرة الاستواء وينخفض عند دائرة عرض 30 درجة تقريبًا، وهذه الخلايا مسؤولة عن
الرياح التجارية في المناطق الاستوائية وتتحكم في أنماط الطقس في دوائر العرض
المنخفضة.
وكشفت
الدراسة التي نشرتها دورية "ساينتفك ريبورتس" عن تحول مناطق الحمل
الحراري نحو الشمال فوق شمال أفريقيا في فصل الصيف وتحولها نحو الشرق في فصل
الشتاء خلال العقود الأربعة الماضية.
وتزامنت
هذه التحولات مع تغيرات في موقع وشدة الانخفاضات الحرارية والمرتفعات شبه
الاستوائية التي تعدل أيضًا تحميل الغبار والغطاء السحابي فوق منطقة الشرق الأوسط
وشمال أفريقيا، وفق الدراسة.
تعد
منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إحدى أكثر المناطق تعرضًا لتغير المناخ؛ إذ أدت
موجات الحر في يوليو 2023 إلى ارتفاع درجات الحرارة إلى 51 درجة مئوية في الجزائر،
و49 درجة مئوية في تونس، و46 درجة مئوية في الأردن، في حين أصبحت أحداث الهطول
الشديد للأمطار في مدينة "جدة" السعودية أقل تواترًا وأكثر كثافة، وقد
تشهد المناطق المرتفعة عن سطح البحر زيادة أكثر وضوحًا في هطول الأمطار المتطرفة
بمعدل حوالي 15٪ لكل درجة مئوية من الاحترار.
من
جهتها، أوضحت "ديانا فرنسيس" -أستاذ علوم الأرض المساعد في
جامعة خليفة بالإمارات، والمؤلفة الرئيسية للدراسة- أن "توسع المناطق الرطبة
على جانبي خط الاستواء يعني أن البلدان الواقعة في المناطق شبه الاستوائية الحالية
ستشهد مزيدًا من المناخ الاستوائي في المستقبل مع زيادة هطول الأمطار ودرجة
الحرارة والرطوبة".
تقول
"فرنسيس" في تصريحات لـ"نيتشر ميدل إيست": ستشهد البلدان في
الجزء الشمالي من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مزيدًا من الجفاف مع تحول
المرتفعات شبه الاستوائية نحو القطب، كما ترتفع درجات الحرارة في أثناء الليل
بسرعة أكبر من درجات الحرارة في أثناء النهار، وستستمر على هذا النحو بسبب زيادة المستوى
المنخفض للسحب.
استخدم
الباحثان بيانات الأقمار الصناعية للنظر في اتجاهات الرياح خلال العقود الماضية،
بالإضافة إلى الاستعانة بالتوقعات المناخية للنظر في التغيرات المستقبلية في
النظام المناخي.
تضيف "فرانسيس":
ستواجه المنطقة مزيدًا من الظواهر الجوية المتطرفة مثل الجفاف وموجات الحر وأحداث
هطول الأمطار الغزيرة، ويجب التوصل إلى خطط أفضل للتعامل مع هذه التغيرات من خلال
تحديث أنظمة الرصد لفهم تغيرات مكونات النظام المناخي بشكل أفضل، ومن ثم مساعدة
صناع السياسات على اتخاذ قرارات أفضل للتعامل مع هذه التغيرات المناخية.
تواصل معنا: