في عامِ ثلاثةِ آلافٍ وأربعِمئةٍ قبلَ الميلاد؛ زرعَ سكانُ
جنوبِ غربِ آسيا الخشخاشَ ونقلُوه إلى السومريينَ الذينَ أطلقُوا عليهِ اسمَ "نباتِ
الفرح". سرعانَ ما نقلَه السومريونَ إلى الآشوريينَ؛ الذينَ نقلُوه بدورِهم إلى
المصريين.
بدأَ المصريونَ القدماءُ في استكشافِ الخصائصِ الطبيةِ لتلكَ
النباتات. لمْ يعرفُوا وقتَها أنَّ الخشخاشَ يحتوي على فئةٍ منَ المركباتِ العضويةِ
التي تُعرفُ اليومَ باسمِ القلويداتِ والتي يُمكنُها أن تعالجَ مجموعةً واسعةً منَ
الأمراض.
ظلَّ البحثُ عنْ سرِّ تمكُّنِ منتجاتِ الخشخاشِ منْ
معالجةِ الألمِ ممتدًّا لفترةٍ طويلةٍ قُدرتْ بأكثرَ منْ خمسةِ آلافِ عام، وخلالَ
القرنِ التاسعَ عشَرَ، بدأَ العلماءُ في تعلُّمِ كيفيةِ عزلِ الموادِّ الفعالةِ في
تلكَ النباتات، القلويدات، وكانَ التحقيقُ في كيميائياتِها مستمرًّا باهتمامٍ بلا
هوادة. سرعانَ ما وجدَ العلماءُ أنَّ هذهِ القلوياتِ عادةً ما تكونُ معقدةً للغايةِ
في التركيب؛ إذْ يحتوي جزيءُ المورفينِ على أربعينَ ذرة، ولكلٍّ منها مكانُها
المحددُ بالنسبةِ للذراتِ الأُخرى... لمْ يستطعِ العلماءُ فهمَ البنيةِ العضويةِ
المعقدةِ للقلويداتِ طيلةَ عقود.
حتى كشفَ السير "روبرت روبنسون" عنِ السرِّ
المخبأِ في أوراقِ الخشخاش؛ وغيرِها منَ النباتاتِ التي تحتوي على القلويدات.
ليحصلَ على جائزةِ نوبل الكيمياءِ لعامِ ألفٍ وتِسعِمئةٍ وسبعةٍ وأربعينَ بعدَ أنْ
تمكنَ منْ كشفِ الهياكلِ الكيميائيةِ للعديدِ منْ هذهِ القلويدات، بما في ذلكَ
المورفين والإستركنين، بلْ وقامَ أيضًا بتصنيعِ العديدِ منها منْ موادَّ بسيطة.
كانَ السير روبرت متسلقًا متحمسًا للجبال، إذْ تسلقَ جبالَ
الألبِ كما كانَ لاعبَ شطرنجٍ متحمسًا ورئيسًا للاتحادِ البريطانيِّ للشطرنجِ في
الفترةِ ما بينَ عامِ ألفٍ وتِسعِمئةٍ وخمسينَ وعامِ ألفٍ وتِسعِمئةٍ وثلاثةٍ
وخمسينَ، كما كانَ محبًّا للتصويرِ الفوتوغرافيِّ والموسيقى.
في عامِ ألفٍ وتِسعِمئةٍ واثنَي عشَرَ، تمَّ تعيينُه
أستاذًا للكيمياءِ العضويةِ البحتةِ والتطبيقيةِ في جامعةِ سيدني. ثمَّ عادَ إلى
بريطانيا في عامِ ألفٍ وتِسعِمئةٍ وخمسةَ عشَرَ لتولِّي كرسيِّ الكيمياءِ العضويةِ
في جامعةِ ليفربول حتى عامِ ألفٍ وتِسعِمئةٍ وعشرينَ عندَما قبِلَ التعيينَ مديرًا
للبحوثِ في شركةِ الصبغاتِ البريطانية.
بعدَ عامٍ واحد، أصبحَ أستاذًا للكيمياءِ في سانت أندروز،
وفي عامِ ألفٍ وتِسعِمئةٍ واثنينِ وعشرينَ تولى رئاسةَ قسمِ الكيمياءِ العضويةِ في
جامعةِ مانشستر حتى عامِ ألفٍ وتِسعِمئةٍ وثمانيةٍ وعشرينَ عندما قبِلَ منصبًا
مشابهًا في جامعةِ لندن.
وفي عامِ ألفٍ وتِسعِمئةٍ وثلاثينَ، تمَّ تعيينُه أستاذًا
في جامعةِ أكسفورد، حيثُ ظلَّ حتى تقاعدِه في عامِ ألفٍ وتِسعِمئةٍ وخمسةٍ وخمسينَ
وكانَ مديرًا لشركةِ شل للكيماوياتِ ومستشارًا كيميائيًّا منذُ عامِ ألفٍ وتِسعِمئةٍ
وخمسةٍ وخمسين.
تواصل معنا: