توصيات بتنفيذ إستراتيجيات وقائية شاملة للعاملين في مجال الرعاية الصحية
محمد السيد علي
يتعرض
الأطباء للعنف في أماكن عملهم في دول عدة حول العالم لظاهرة وصفتها منظمة الصحة
العالمية بـ"استخدام التهديد أو القوة ضد الشخص في ظروف متعلقة بالعمل، مما
يؤدي إلى ضرر نفسي أو إصابة أو وفاة".
وكشفت
دراسة، أجراها باحثون بجامعة الإسكندرية المصرية، عن ارتفاع معدل انتشار العنف ضد
الأطباء في مصر من منظور الطب الشرعي.
استطلعت
الدراسة التي نشرتها دورية
"ساينتفك ريبورتس" آراء 250 طبيبًا بـ13 محافظة بين يناير وأبريل 2023، مركزةً
على تجاربهم مع العنف في مكان العمل.
وأظهرت
النتائج أن 88% من الأطباء تعرضوا للعنف اللفظي، و42% للعنف الجسدي، و13.2% للتحرش
الجنسي.
واستخدم
75.2% من المهاجمين أجسادهم في الاعتداء، بينما استُخدمت أدوات حادة في 29.5%،
وأسلحة نارية في 1.9%.
وكانت
أساليب الهجوم الشائعة هي الدفع/السحب (44.8%)، ورمي الأشياء (38.1%)، والاعتداء
بالقبضات (30.5%)، كما تم الإبلاغ عن حالات طعن (4.8%)، وجروح بأدوات حادة (2.9%).
وتركزت
الإصابات على الأطراف العلوية (43.8%)، والجذوع (40%)، والرؤوس (28.6%)، وشفيت
90.5% من الإصابات تمامًا، بينما تركت 7.6% ندوبًا.
ووقع
هذا العنف بشكل رئيسي في مستشفيات وزارة الصحة والمستشفيات الجامعية، وغالبًا في أثناء
المناوبات الليلية؛ إذ يكون عدد الموظفين أقل والإجراءات الأمنية أقل صرامة.
وتعلقت
معظم الحوادث بأقارب المرضى، بسبب نقص الإمدادات الطبية، وأوقات الانتظار الطويلة،
والضغط المتزايد على الأطباء بسبب ظروف المرضى، ورغم العدوانية العالية، اتخذ
14.3% فقط من الأطباء إجراءات قانونية.
واقترحت
الدراسة تنفيذ إستراتيجيات وقائية شاملة للعاملين في مجال الرعاية الصحية، تتضمن
التدابير الأمنية في مرافق الرعاية الصحية والإصلاحات القانونية لضمان سلامة
الطاقم الطبي.
من
جهته، يرى أحمد بنداري -أستاذ أمراض القلب المساعد بكلية الطب في جامعة بنها
المصرية- أن "هذه الدراسة تعكس الطبيعة القاسية لبعض الهجمات، بما في ذلك
استخدام أدوات حادة وأسلحة نارية؛ إذ يواجه الأطباء صدمات جسدية مثل الكدمات
والكسور، وتأثيرات نفسية كبيرة، تتضمن القلق والاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة.
يقول
"بنداري" في تصريحات لـ"نيتشر ميدل إيست": تؤكد الدراسة
الحاجة إلى اتخاذ تدابير فورية وفعالة لحماية العاملين بمجال الرعاية الصحية،
وضمان رفاهيتهم، والحفاظ على سلامة النظام الصحي، وتحسين أمن المستشفيات، وتدريب
مقدمي الرعاية الصحية على التواصل، وتنظيم حملات توعية حول عواقب العنف ضد
العاملين بالمجال الطبي.
تواصل معنا: