ظهور القشرة القارية.. ووجود المياه العذبة.. وبدء دورة المياه ربما سهَّل تطور البيئات اللازمة للحياة بعد أقل من 600 مليون سنة من تكوين الأرض
محمد السعيد
ذكرت دراسة جديدة أن دورة
المياه على الأرض ربما كانت تعمل قبل ما كان يُعتقد سابقًا بخمسمئة مليون سنة، وفقًا
لما قد يكون أقدم دليل على وجود المياه العذبة على اليابس الأرضي.
ووفق
الدراسة التي نشرتها دورية "نيتشر جيوساينس" (Nature Geoscience)، فإن دورة المياه على
الأرض بدأت منذ أربعة مليارات سنة على الأقل.
و
"الدورة الهيدرولوجية" هي
"عملية انتقال الماء بين اليابس الأرضي والمحيطات والغلاف الجوي".
قام الباحثون
بقياس تركيبات الأكسجين في الزركون في منطقة جاك هيلز غربي أستراليا، ووجدوا أدلةً
على أن الصخور الساخنة المنصهرة التي نمت فيها تفاعلت مع الماء في أثناء تكوينها.
يقول
"هوجو أوليروك"، الباحث في كلية علوم الأرض والكواكب في جامعة كيرتن الأسترالية،
والمؤلف المشارك في الدراسة: "يبلغ عمر أقدم الصخور على وجه الأرض (الموجودة
في كندا) ما يزيد قليلًا على أربعة مليارات سنة، أما عمر الأرض فأقدم قليلًا من
4.5 مليارات سنة، وتُعد منطقة جاك هيلز من أفضل الأماكن في العالم للعثور على
بلورات في الصخور يزيد عمرها على أربعة مليارات عام".
يضيف
"أوليروك" في تصريحات لـ"نيتشر ميدل إيست": هذه الصخور هي في
الأساس حصى ورمال مسحوقة، ويوجد ضمن المكونات الرملية بعض البلورات التي يزيد
عمرها على أربعة مليارات سنة.
بفحص
الصخور تبيَّن وجود عدد قليل من الحبيبات التي يزيد عمرها على أربعة مليارات عام
وتحتوي على بصمات أكسجين خفيفة بشكل غير عادي، وهو دليل على تفاعُل المياه العذبة
مع الصخور الأولية.
وعن
أهمية تحديد تاريخ بدء الدورة الهيدرولوجية، يوضح المؤلف الرئيسي للدراسة
"حامد جمال الدين" -أستاذ علوم الأرض المساعد في جامعة خليفة بالإمارات-
أنه "حتى أقدم أنواع البكتيريا كانت تحتاج على الأرجح إلى مياه عذبة لتنشأ أولًا،
لكن ذلك يظل لغزًا إلى حدٍّ كبير.
يقول
"جمال الدين" في تصريحات لـ"نيتشر ميدل إيست": تُعد الدورة
الهيدرولوجية أمرًا أساسيًّا للحياة على الأرض، لذا فإن العثور على دليل لوجود
المياه العذبة منذ أكثر من أربعة مليارات سنة، أي أسبق مما كان يُعتقد سابقًا بحوالي
500 مليون سنة، يمهد الطريق لبدء الحياة على الأرض في وقت مبكر جدًّا.
ويتابع:
من خلال فحص العمر ونظائر الأكسجين في بلورات صغيرة من معدن الزركون، وجدنا
توقيعات نظائرية خفيفة بشكل غير عادي يعود تاريخها إلى أربعة مليارات سنة مضت، وعادةً
ما تكون نظائر الأكسجين الخفيفة هذه نتيجةً للمياه العذبة الساخنة التي تغير
الصخور على بُعد عدة كيلومترات تحت سطح الأرض، والعثور على أدلة على وجود مياه
عذبة على الأرض قبل أربعة مليارات سنة يعني أن اليابس الأرضي تكوَّن قبل ذلك
التاريخ؛ إذ لا يمكن الحصول على مياه عذبة من دون يابس تجري عليه.
تواصل معنا: