"أبو حنا"... اكتشاف نوع جديد من الثعابين في السعودية
نشرت بتاريخ 11 يونيو 2024
هل يكون الكشف الجديد بداية لكشف المزيد من الأنواع في منطقة الحجاز؟
محمد منصور
اكتشف فريق بحثي دولي نوعًا جديدًا
من الثعابين في منطقة الحجاز شمال غرب المملكة العربية السعودية.
ويسلط الاكتشاف الجديد الضوء على
التنوع البيولوجي الخفي في شبه الجزيرة العربية، كما يسد فجوة جغرافية حيوية كبيرة
ضمن جنس رينكوكالاموس، الذي يتضمن خمسة أنواع معروفة سابقًا تم العثور عليها من
مصر إلى إيران.
وأطلق الباحثون على الثعبان اسم
"رينكوكالاموس الحجازيكوس" (Rhynchocalamus hejazicus)،
وينتمي إلى جنس رينكوكالاموس، وهي من الثعابين الصغيرة غير السامة والتي تتميز عادةً
بحجمها الصغير وأنماط الألوان المميزة، والتي يمكن أن تتضمن سمات فريدة مثل
الأشكال الميلانية ذات الألوان الداكنة.
وتسكن تلك الثعابين في بيئات متنوعة،
كالمناطق الجبلية والتربة الرملية والصخرية والمناطق ذات الدرجات المتفاوتة من
الغطاء النباتي.
ويصعب اكتشاف تلك الثعابين؛ فهي
غالبًا ما تسكن المناطق التي يصعب الوصول إليها، مثل النباتات الكثيفة، أو الجحور
تحت الأرض، أو الشقوق الصخرية، ولديها ألوان وأنماط تمتزج بسلاسة مع محيطها، مما
يساعدها على البقاء مخفية، وتنشط ليلًا، ما يجعل رصدها أمرًا في غاية الصعوبة.
ووفق الدراسة
المنشورة في دورية "علم الحيوان والتطور" (Zoosystematics and
Evolution)، يبلغ طول هذا الثعبان نحو 30 سنتيمترًا،
ويتميز بوجود طوق أسود اللون على مقدمة رأسه، ويميل لونه إلى الاحمرار.
ويسد الاكتشاف الجديد فجوةً كبيرةً في
التوزيع الجغرافي لنوع "رينكوكالاموس"، الذي ينتشر في بلاد الشام،
والمناطق الساحلية في اليمن، وسلطنة عمان.
إلا أن تلك هي المرة الأولى التي
يعثر فيها العلماء على ذلك النوع في منطقة الحجاز.
يقول المؤلف المشارك في الدراسة
"سالم بسيس"، الأستاذ المساعد بجامعة عدن: إن أهمية اكتشاف هذا النوع
يعود الى عدة عوامل؛ "فالمنطقة غنية بالتنوع الحيوي؛ إذ يظن الكثير أن أرض
الجزيرة العربية لا يوجد فيها تنوع حيوي، وأنها صحراء فقيرة بالنباتات والحيوانات،
لكن هذا الاكتشاف يعزز ثراء أرض الجزيرة بالأنواع الحية التي لا توجد إلا
فيها".
ويُرجع "بسيس" إطلاق اسم
"رينكوكالاموس الحجازيكوس" على الثعبان إلى منطقة الحجاز التي اكتُشف فيها،
مضيفًا: يطلق السكان المحليون على ذلك النوع اسم "أبو حنا".
ويؤكد "بسيس" في تصريحات
لـ"نيتشر ميدل إيست" أن هذا الثعبان لديه مجموعة من الصفات المظهرية،
بداية بلون الرأس الأسود الذي يغطي المنطقة إلى ما فوق العينين، ثم يليه شريط أحمر
يفصل هذا اللون الأسود إلى منطقتين، ثم يتناقص اللون الأسود تدريجيًّا باتجاه
الخلف ليحل محله اللون الأحمر المميز الذي يغطي الجسم، "كما يميزه الصفات
الشكلية والجينية الأخرى التي ميزت هذا النوع عن الأنواع الأخرى الموجودة في شمال
الجزيرة وجنوبها".
لكن لا يزال تطور هذا الثعبان وسلوكه
غير واضحين تمامًا بالنسبة للعلماء، الذين يقولون في بيان صحفي تلقت "نيتشر
ميدل إيست" نسخةً منه: "إن الثعبان -كسائر بني جنسه- ينشط ليلًا ويفضل
العيش في المناطق الصخرية والرملية، كما يعيش في المناطق الشجرية التي يستخدمها
البشر".
ويبدو أن هذا النوع من الثعابين ينشط
بالليل، ويفضل على الأرجح العيش في المناطق الرملية والصخرية، كما يعيش أيضًا في
المساحات الخضراء التي يستخدمها البشر.
يقول "بسيس": إن هذا النوع
من الحيّات يؤدي دورًا عظيمًا في التوازن البيئي في المنطقة من ناحية القضاء على
الحشرات واللافقاريات الصغيرة التي قد تسبب آفات زراعية، وهو في قائمة المستهلكات
في السلسلة الغذائية، وهذه المجموعة لها دور كبير في حفظ التوازن الطبيعي في
المنطقة.
كما يؤكد العالم اليمني أن الفريق
العلمي يخطط لاستكشاف أنواع جديدة من السحالي، "لم تُنشر نتائج هذه الدراسات بعد،
غير أن المنطقة تتميز بوجود أماكن بكر طبيعية نتوقع منها استكشاف أنواع
جديدة".
تواصل معنا: