ارتفاع معدلات إدمان ألعاب الفيديو بين طلاب الطب بمصر

كشفت دراسة أُجريت على طلاب أربع جامعات مصرية عن معدلات مثيرة للقلق من اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط وإدمان ألعاب الفيديو بين طلاب الطب.

وسلطت الدراسة المقطعية -التي أٌجريت بين يوليو ونوفمبر 2023- الضوء على الحاجة الملحَّة إلى زيادة الوعي والتدخلات المستهدفة لدعم الصحة العقلية والنجاح الأكاديمي لهؤلاء الطلاب، ونُشرت النتائج بدورية (Clinical Epidemiology and Global Health).

ونقص الانتباه وفرط النشاط هو اضطراب في النمو العصبي يتميز بأنماط مستمرة من عدم الانتباه وفرط النشاط والاندفاع التي تُضعف بشكل كبير الأداء اليومي للفرد ونوعية الحياة، وتبلغ نسبة انتشاره بين الأطفال والمراهقين حول العالم نحو 5.29%، وتزيد هذه النسبة بمصر بين 9.4 و21.8%.

وبالرغم من أنه يتم تشخيص الاضطراب غالبًا في مرحلة الطفولة، إلا أن حوالي 60 إلى 70% من المصابين تظهر عليهم الأعراض في مرحلة البلوغ، ما يمثل تحدياتٍ فريدةً في البيئات الأكاديمية والمهنية.

وخلال الدراسة، استطلع الباحثون آراء 1765 من طلاب الطب بجامعات القاهرة والإسكندرية وكفر الشيخ وأسوان، وكانت غالبيتهم من الإناث (67.8%).

وأظهرت النتائج أن 35% من المشاركين ظهرت عليهم أعراض نقص الانتباه وفرط النشاط بناءً على مقياس الإبلاغ الذاتي عن هذا الاضطراب لدى البالغين، وهذا المعدل أعلى بكثير من المتوسطات العالمية بين طلاب الجامعات التي تتراوح بين 2.8 و12.3%.

وتم تصنيف ما يقرب من رُبع المشاركين (24.7٪) على أنهم مدمنون لألعاب الفيديو، وارتبطت أعراض نقص الانتباه وفرط النشاط ارتباطًا ملحوظًا بانخفاض الأداء الأكاديمي.

تقول هبة الله عبد المقصود، الباحثة المشاركة من قسم الصحة العامة وطب المجتمع بكلية الطب بجامعة كفر الشيخ: "إن الإفراط في ألعاب الفيديو قد يُفاقم الأعراض المرتبطة باضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط، مثل تراجُع التحصيل الأكاديمي والصعوبات الاجتماعية".

تضيف "عبد المقصود" في تصريحات لـ"نيتشر ميدل إيست": تؤكد هذه النتائج ضرورة زيادة الوعي بأعراض هذا الاضطراب داخل مجتمع طلاب الطب.

وأشارت إلى أن الأبحاث المستقبلية ينبغي أن تركز على استكشاف الاختلافات في انتشار نقص الانتباه وفرط النشاط وإدمان ألعاب الفيديو ومقارنتها بين طلاب الطب وأقرانهم في التخصصات الأكاديمية الأخرى وعبر سياقات ثقافية مختلفة.

اشترك للحصول على النشرة الإلكترونية المحدّثة كل أسبوعين لكي تبقى على اطلاع بكافة المستجدات على الموقع.