تدخين الوالدين والأصدقاء، والإعلانات عن التبغ من عوامل الخطر الكبرى.. وتوصيات بتنفيذ قوانين حظر التدخين بالأماكن العامة
محمد السيد علي
يُمثل
التعرض للتدخين السلبي مشكلة صحية عالمية كبيرة، حيث يسبب أكثر من 1.3 مليون وفاة
سنويًّا، وفق تقديرات منظمة الصحة
العالمية لعام 2019.
ويزيد
مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسرطان والانسداد الرئوي وارتفاع ضغط الدم والسكري.
فيما يُعد الأطفال والمراهقون الأكثر عرضة لهذه التأثيرات الصحية بما في ذلك خطر
التهابات الجهاز التنفسي وأمراض الأذن الوسطى.
وكشفت دراسة نشرتها دورية
"ساينتفك ريبورتس" (scientific reports) عن معدلات مرتفعة للتعرض للتدخين السلبي بين
المراهقين في دول مجلس التعاون الخليجي.
وشملت
الدراسة بيانات المسح العالمي للتبغ بين الشباب في البحرين والكويت وعمان وقطر
والسعودية والإمارات، وأفاد نصف المراهقين -تقريبا- بتعرضهم للتدخين السلبي في
الأماكن العامة، مع تسجيل أعلى المعدلات في الكويت بنسبة بلغت 60.9% مقابل 40.8%
في السعودية.
يقول عبدالمحسن
الزلباني -الباحث الرئيسي للدراسة من قسم طب الأسرة والمجتمع بكلية الطب بجامعة
طيبة السعودية-: "هذا هو أول تحليل شامل لأنماط التعرض للتدخين السلبي بين
المراهقين في دول الخليج، ما يوفر بيانات لدعم جهود مكافحة التبغ الإقليمية".
يضيف "الزلباني"
في تصريحات لـ"نيتشر ميدل إيست": تؤكد الحاجة لسياسات أقوى لمكافحة
التدخين، خاصة في الأماكن العامة، مع تحسين تطبيق الأنظمة القائمة.
التدخين
السلبي
حللت
الدراسة بيانات من 17220 مراهقًا، مُركِّزة على التعرض للتدخين السلبي في المنزل
والأماكن العامة والمدرسة.
وتباينت
معدلات التعرض للتدخين في المنزل والمدرسة بين البلدان؛ إذ سجلت الكويت أعلى
المعدلات بنسبة 39.4% في المنزل و36.7% في المدرسة، بينما سجلت عُمان أدنى
المعدلات بنسبة 12.7% و20.7% على التوالي.
وكانت
الفتيات أكثر تعرضًا للتدخين السلبي في المنزل، بينما كان الأولاد أكثر عرضة في
الأماكن العامة والمدارس. وكان تدخين الوالدين والأصدقاء، والإعلانات عن التبغ من
عوامل الخطر الكبرى.
ورغم
تصديق دول مجلس التعاون الخليجي على اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن
مكافحة التبغ، لا تزال تعاني من عبء التدخين، المسؤول عن 16% من حالات السرطان، مع تقدير التكاليف الاقتصادية بحوالي 7.1
مليار دولار في 2016.
من
جهته، يعلق تامر حفناوي -أستاذ الصحة العامة وطب المجتمع بكلية الطب بجامعة بني
سويف، وأمين عام المجلس الأعلى لأخلاقيات البحث العلمي في مصر- بإن مخاطر التدخين تمتد
أيضًا إلى ما يسمى بـ"اليد الثالثة" للتدخين، وهو تعرض الأشخاص لبقايا
الدخان والمواد الكيميائية العالقة على الأسطح والملابس والأثاث والجدران بعد
إطفاء السيجارة، ما يزيد من المخاطر على الأطفال والمراهقين والسيدات حتى دون وجود
دخان مرئي.
توصيات
ويؤكد "الزلباني"
ضرورة تطبيق قوانين حظر التدخين في الأماكن العامة المغلقة مثل المطاعم والمدارس
لحماية المراهقين من التعرض للتدخين السلبي، والترويج للمنازل الخالية من التدخين
من خلال حملات توعية تستهدف الآباء والمراهقين، وتعزيز التدخلات المدرسية لتثقيف
الطلاب حول مخاطر التدخين.
وتوصي
الدراسة أيضًا بمعالجة المعايير الثقافية التي تشجع التدخين، خاصة الشيشة، التي
يُنظر إليها غالبًا على أنها أقل ضررًا لكنها تزيد من التعرض للتدخين.
ويقول
"حفناوي": يجب أن تكون حملات التوعية شاملة وموجهة نحو المدارس؛ إذ يمكن
تصميم مشاريع وأنشطة مدرسية تسلط الضوء على خطورة التدخين وأضراره. ويجب إشراك
الطلاب أنفسهم في هذه الأنشطة التوعوية، على أن تكون جزءًا من مشاريع يحصلون
بموجبها على درجات دراسية، مما يخلق بيئة تعليمية تحفز على التفكير النقدي بشأن
مخاطر التدخين.
تواصل معنا: