توقعات مقلقة: ارتفاع درجات الحرارة ينذر بتحديات بيئية حادة
نشرت بتاريخ 6 مارس 2024
مصر من بين 6 دول تواجه مخاطر الجفاف وانخفاض غلات المحاصيل وفقدان التنوع البيولوجي
هاني زايد
أكدت دراسة أجراها فريق من الباحثين الدوليين ضرورة بذل مزيد من
الجهد للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري.
وحذر الباحثون من أن "السياسات البيئية المطبقة حاليًّا على مستوى العالم
قد تؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض بمقدار 3 درجات مئوية".
نُشرت الدراسة في دورية
"كلايميت تشينج" (Climate Change) تحت عنوان "المخاطر المرتبطة بالاحتباس
الحراري بمقدار 1.5 إلى 4 درجات مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية في ستة
بلدان".
وأوضح
الباحثون أن "مجموعة من ثماني دراسات ركزت على البرازيل والصين ومصر وإثيوبيا
وغانا والهند أظهرت أن مخاطر الجفاف والفيضانات وانخفاض غلات المحاصيل وفقدان
التنوع البيولوجي ورأس المال الطبيعي تزيد بشكل
كبير مع كل درجة إضافية من درجات الحرارة العالمية".
وعلى صعيد مصر، أوضحت
الدراسة أن ارتفاع درجات الحرارة بنحو 4 درجات مئوية يخفض غلات المحاصيل ويعرض 6.8
ملايين شخص لمخاطر الفيضانات الساحلية، مقارنةً بـ5.5 ملايين شخص في حالة ثبات
ارتفاع درجة الحرارة عند عتبات الـ1.5 درجة مئوية، و5.8 ملايين شخص في حالة
ارتفاعها درجتين مئويتين، و4.6 ملايين شخص عند بلوغها حاجز الـ3 درجات مئوية.
في حين يؤدي الجفاف إلى زيادة عدد
المصريين المعرضين لمخاطر تغيُّر المناخ إلى 61.9 مليون نسمة مع ارتفاع درجات
الحرارة بمقدار 4 درجات مئوية، مقارنةً بـ56.1 مليون نسمة عند ارتفاعها بدرجتين
مئويتين و60.9 مليون نسمة عند ارتفاعها 3 درجات مئوية.
ويزيد ارتفاع الفيضانات النهرية عدد
المصريين المعرضين لمخاطر تغيُّر المناخ من 0.8 مليون نسمة عند حاجز الـ1.5 درجة
مئوية إلى 3 ملايين نسمة مع ارتفاع درجات الحرارة بمقدار 4 درجات مئوية، إضافةً إلى
الخسائر المالية التي تخلفها فيضانات الأنهار، والتي تُقدر بـ2.545 مليون دولار مع
ارتفاع درجات الحرارة بمقدار 4 درجات مئوية.
وتحذر الدراسة أيضًا من التأثيرات
السلبية لمخاطر تغيُّر المناخ على المحاصيل الرئيسية في مصر، وسط توقعات بخسائر في
محاصيل مثل الذرة بنسبة 21.4%، والقمح بنسبة 18.1%، عند ارتفاع درجات الحرارة 4
درجات مئوية.
ويهدد ارتفاع درجات الحرارة بمقدار 4
درجات مئوية الأرز المصري بخسائر تقدر بـ2.8%، وسط توقعات سابقة بتعرُّض مصر لمخاطر نقص الغذاء بسبب تناقُص الموارد المائية، خاصةً بعد
إنشاء سد النهضة الإثيوبي، ما قد يؤدي إلى تصحر حوالي 1.7 مليون هكتار من الأراضي
الزراعية، وانخفاض غلة المحاصيل، وزيادة متطلبات الري.
تقول
راشيل وارين، من مركز تيندال لأبحاث تغيُّر المناخ بجامعة إيست أنجليا في المملكة
المتحدة، والمؤلفة الرئيسية للورقة التجميعية: تزداد العواقب الوخيمة مع كل زيادة
إضافية في ظاهرة الاحتباس الحراري، ويجب تنفيذ سياسات مناخية تتوافق مع حدود اتفاق باريس لتجنُّب مخاطر
تغيُّر المناخ.
تضيف
"وارين": يجب أيضًا توسيع شبكات المناطق المحمية من أجل توفير الحفاظ
على التنوع البيولوجي؛ إذ إن الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري عند 1.5 درجة مئوية
يسمح لنصف الأراضي المصرية بأن تكون ملجأً للتنوع البيولوجي.
ويقول
المؤلف المشارك جيف برايس: بالرغم من أن هذه الدراسات تركز على المخاطر التي تتعرض
لها ست دول فقط، إلا أنه من المتوقع أن تواجه دول أخرى مشكلات مماثلة، لذا يجب العمل
على تجنُّب المخاطر البيئية التي تهدد النظم البشرية والطبيعية من خلال الاعتماد
على مصادر الطاقة المتجددة والحفاظ على الغابات وإعادة التشجير والزراعة المستدامة
على سبيل المثال.
تواصل معنا: