طريقة جديدة للكشف المبكر عن سرطان الكبد لدى المصريين
نشرت بتاريخ 12 مارس 2024
تطوير نموذج تنبُّئي يعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحسين تشخيص المرض مبكرًا
محمد السيد علي
طور
باحثون مصريون نموذجًا جديدًا مبنيًّا على خوارزميات تعلُّم الآلة، يمكنه تشخيص مرض
سرطان الخلايا الكبدية مبكرًا وبدقة ملحوظة.
الدراسة أُجريت على
مرضى مصريين، وركزت على تحليل جزيئات "الرنا الميكروي"
المنتشرة في الدم لتحديد إمكانية استخدامها كعلامات تشخيصية محتملة لسرطان الكبد، ونشرتها
دورية "ساينتفك ريبورتس".
يقول أبو
العلا حسنين عطيفي، الأستاذ بكلية الحاسبات والذكاء الاصطناعي بجامعة القاهرة،
وقائد فريق البحث: "استهدفنا تطوير نموذج تنبئي يعتمد على الذكاء الاصطناعي
لتحسين تشخيص سرطان الخلايا الكبدية في مراحله المبكرة، اعتمادًا على تحليل جزيئات
الرنا الميكروي من حالات مصابة بأمراض الكبد".
يضيف "عطيفي"
لـ"نيتشر ميدل إيست": يتميز هذا النهج بسهولة التطبيق والقدرة على تحسين
الكشف المبكر عن السرطان، خاصةً في المناطق ذات معدلات انتشار المرض العالية، مثل
أفريقيا وآسيا.
الرنا
الميكروي
يعتمد
مآل مرضى سرطان الكبد على عدة عوامل، مثل حجم الورم وتصنيف مراحله ومدى تمايُز خلاياه،
وتُشفى نسبة قليلة من الحالات بعد استئصال الورم، وفي حال عدم استئصاله، يكون
السرطان قاتلًا في غضون 3-6 أشهر، وفق ياسمين سعيد مؤمن، الباحثة المشاركة
بالدراسة بقسم الباثولوجيا الإكلينيكية بمعهد الكبد القومي بجامعة المنوفية.
وأضافت
لـ"نيتشر ميدل إيست": يمكن أن تُسهم جزيئات "الرنا الميكروي"
في تشخيص سرطان الكبد مبكرًا، إذ يُلاحَظ ارتفاع بعض هذه الجزيئات مثل (miRNA-483-5p) و(miRNA-21) لدى مرضى سرطان الكبد،
بينما يُلاحظ ارتفاع (miRNA-155) لدى المصابين بفيروس
التهاب الكبد الفيروسي "سي".
وأظهرت
دراسات سابقة أن "الرنا
الميكروي" يؤدي دورًا حاسمًا في تكوين الأورام عن طريق التحكم في التعبير عن
الجينات الكابحة للورم والجينات المُسرطنة.
ثلاث
دراسات
راجع
الباحثون فاعلية النموذج على ثلاث دراسات لتقييم جزيئات "الرنا
الميكروي" باعتبارها مؤشرات حيوية لسرطان الكبد بمعهد الكبد القومي بجامعة
المنوفية، وشملت الدراسة الأولى 50 مريضًا بسرطان الكبد، و25 مريضًا بتليف الكبد،
و25 فردًا سليمًا، وتركزت على (miRNA-483-5P).
وشملت الثانية
30 مريضًا بسرطان الكبد، و20 مريضًا بفيروس التهاب الكبد الوبائي "سي"،
و20 فردًا سليمًا، وتركزت على (miRNA-21)، أما الدراسة الأخيرة فقد شملت 20 مريضًا
بسرطان الكبد، و27 مريضًا بفيروس التهاب الكبد الوبائي، و18 فردًا سليمًا، وتركزت
على (miRNA-155).
وأظهر
استخدام نموذج التعلم الآلي تفوقًا على الدراسات الإحصائية التقليدية في تقييم
"الرنا الميكروي" كعلامات تشخيصية لسرطان الخلايا الكبدية، بنسب حساسية
(تمييز المرضى بشكل صحيح)، ونوعية (التمييز بين المرضى أو الأصحاء)، ودقة تراوحت
بين 83.2% و99%، مقارنةً بـ88.8% إلى 92.5% في الطرق التقليدية، وأظهرت النتائج أن
تلك العلامات قد تكون مؤشراتٍ بيولوجيةً تشخيصيةً محتملةً لسرطان الخلايا الكبدية.
ويشير محمد
الجندي -الباحث بقسم الكيمياء الحيوية الطبية وبيولوجيا الخلية بجامعة جوتنبرج
السويدية- إلى أهمية نتائج الدراسة، لكنه يلاحظ أن تطوير نموذج يُقيِّم فقط 3
جزيئات من "الرنا الميكروي" قد يكون محدودًا.
ويقترح
"الجندي" في تصريحات لـ"نيتشر ميدل إيست" أن يتضمن النموذج
الجديد "إمكانية فحص عدد كبير من جزيئات الرنا الميكروي، قد تبلغ عشرات المؤشرات
الحيوية أو مئات منها، للحصول على نتائج أكثر تنوعًا وشمولًا، بدلًا من الاقتصار
على 3 جزيئات فقط".
أما "عطيفي"
فيقول: هذا النهج قابل للتطبيق في بيئات التشخيص السريري المختلفة وفي الدول التي
تفتقر إلى موارد كافية، كما يمكن دمجه مع برامج التطبيب عن بُعد لتقديم بدائل
تشخيصية دقيقة في المناطق النائية التي تفتقر إلى الوصول السهل لمراكز التشخيص
المبكر لسرطان الخلايا الكبدية.
تواصل معنا: