كشف
فريق من الباحثين عن الدور الذي يؤديه الإشعاع الصادر من النجوم في تشكيل الكواكب
الأولية، في ظروف ربما تشابه نشأة المجموعة الشمسية قبل 4.5 مليارات سنة، وفق دراسة نشرتها دورية
"ساينس" (Science).
يقول أوليفييه بيرنيه، عالِم الفلك
في المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي بجامعة تولوز الفرنسية، والمشارك في
الدراسة: "حصلنا على بيانات القرص الكوكبي الأولي المسمى d203-506
الموجود داخل
سديم الجبار في عام 2017، ورأينا أن دراسته باستخدام تلسكوب جيمس ويب الفضائي مفيدة
في إجراء فحص دقيق لأثر الإشعاع على تفتُّته".
والقرص
الكوكبي الأولي قرص دوّار من الغازات الكثيفة والغبار، يحيط بنجم شاب حديث التشكُّل،
وقد تسمح الظروف داخله مستقبلًا بنشأة كواكب مثلما حدث في حالة المجموعة الشمسية.
يقول
"بيرنيه" في تصريحات لـ"نيتشر ميدل إيست": تُصدر النجوم الضخمة
القريبة من الأقراص الكوكبية الناشئة في سديم الجبار مجالًا قويًّا جدًا من
الإشعاع فوق البنفسجي، الذي يقوم بتسخين الغاز الموجود داخل القرص الكوكبي.
ويضيف:
تساعد الحرارة الصادرة من هذا الإشعاع في تحريك الجزيئات، وبالتالي فإن زيادة درجة
الحرارة تعني زيادة سرعة جزيئات الغاز، وعندما تكون درجة الحرارة مرتفعةً بدرجة
كافية تكون سرعة جزيئات الغاز أعلى من جاذبية القرص الكوكبي، وبالتالي تهرب إلى
الوسط البين-نجمي.
ووفق الدراسة،
يؤدي ذلك إلى رياح تنبعث من القرص الكوكبي الأولي، وتسمى هذه العملية بالتبخر
الضوئي، وتؤثر على تكوين الكواكب؛ إذ تقلل الغبار المُستخدم لتكوينها.
ويبلغ
معدل فقدان الكتلة بالنسبة لحالة d203-506 حوالي كتلة أرض كاملة في السنة، وبالنظر إلى أن
كتلة القرص تبلغ حوالي 10 أضعاف كتلة كوكب المشتري، فهذا يعني أنه في أقل من مليون
سنة يمكن أن تختفي كتلة هذا القرص بسبب التبخر الضوئي.
يقول "بيرنيه":
تكشف النتائج أن التبخر الضوئي يؤثر بشكل واضح على إمكانية تكوين الكواكب، سواء
الكواكب العملاقة الغازية أو الكواكب الشبيهة بالأرض.
تواصل معنا: