المنشورات العلمية على «بلوسكاي» أقيَم وتحظى بتفاعل أوسع
17 September 2025
نشرت بتاريخ 17 سبتمبر 2025
المنشورات العلمية على منصة «بلوسكاي» تحصد عددًا أكبر من الإعجابات وإعادات النشر مقارنةً بمنصة «إكس».
Credit: Matteo Della Torre/NurPhoto via Getty
أجرى فريق من الباحثين دراسة موسَّعة، هي الأولى من نوعها، على المحتوى العلمي على منصة «بلوسكاي» Bluesky، وانتهى إلى أنّ المنشورات العلمية على هذه المنصَّة تحظى باهتمام أكبر مقارنةً بالمنشورات المماثلة على منصة «إكس» X («تويتر» سابقًا). وتشير النتائج إلى أن تفاعل مستخدمي «بلوسكاي» مع هذه المنشورات أكبر من تفاعُل مستخدمي «إكس».
تضمّ منصة «بلوسكاي» أكثر من 38 مليون مستخدم، وهي تشترك في خصائص عديدة مع منصة «إكس»، التي فقدت شعبيتها لدى بعض العلماء بعد استحواذ رجل الأعمال إيلون ماسْك عليها في شهر أكتوبر من عام 2022. وقد أظهر استطلاع أجرته مجلة Nature مطلع هذا العام أنّ كثيرًا من الباحثين يفضّلون «بلوسكاي» على «إكس» لمناقشة أعمالهم ونشرها.
حلّل الفريق، الذي يضم باحثين من المملكة المتحدة والصين، 2.6 مليون منشور على منصة «بلوسكاي» نُشرت بين يناير 2023 ويوليو 2025، وقد استشهدت هذه المنشورات بما مجموعه 532 ألف مقالة أكاديمية. نُشرت الدراسة في شهر يوليو الماضي في صورة مسوَّدة بحثية، لم تخضع للتحكيم بعد، على موقع «أركايف» arXiv.
وجد الفريق أنّ نحو نصف المنشورات العلمية على «بلوسكاي» حصدت ما لا يقل عن عشر إعجابات، وأنّ ثلثها أُعيد نشره عشر مرات أو أكثر. وكانت دراسات سابقة قد بيّنت أنّ نسبة المنشورات العلمية التي تنال عشر إعجابات على منصة «إكس» تراوحت بين 4% و7.5%، وأنّ نسبة المنشورات التي يعاد نشرها عشر مرات أو أكثر تراوحت بين 1.4% و4.4%. ومن هنا خلُص الباحثون إلى أنّ حجم التفاعل على «بلوسكاي» يفوق نظيره على «إكس» بعشر مرات تقريبًا، بينما تجاوزت نسبة الاقتباس (أي إعادة النشر مع إضافة تعليق) والرد عليه ما يسجَّل في منصة «إكس» بنحو مئة ضعف.
وأفاد الفريق بأن ما يقارب نصف منشورات «بلوسكاي» تقدّم ملخَّصات للمقالات الأكاديمية، في حين لم تزد نسبة المنشورات التي اكتفت بالإشارة إلى عنوان المقالة واسم الدورية عن 6.3% من المنشورات العلمية. وعلى النقيض من ذلك، أظهرت دراسة نُشرت عام 2018 في «جورنال أوف إنفورماتيكس»Journal of Informetrics أنّ 92% من المنشورات الأصلية على «إكس» في مجالي علوم الحياة وعلوم الأرض، و17% من المنشورات في مجالي الهندسة وعلوم الفيزياء، لم تزد على الإشارة إلى عنوان الدراسة. ويقول إر-تي تشنج، الباحث الرئيس في الدراسة وطالب الدكتوراه في جامعة شيفيلد بالمملكة المتحدة، إنّ هذا يدلُّ على أنّ المحتوى العلمي على «بلوسكاي» أكثر أصالة: "في حين يُتخذ من منصَّة «إكس» مكانًا للنشر بين الجمهور، ليس أكثر، ربما تتيح منصة «بلوسكاي» نمطًا أفضل للتوعية العلمية، وفرصةً أكبر للتفسير والتأمُّل".
"أن تقول ما يدور برأسك"
ترى أندريا كالود، المتخصّصة في دراسة استخدام اللغة على وسائل التواصل الاجتماعي بجامعة وايكاتو في نيوزيلندا، أنّ أحد أسباب الكامنة وراء تفوُّق منصة «بلوسكاي» من ناحية الأصالة في كتابة المنشورات العلمية يتمثَّل في أنّ جمهوره عادةً ما يكون أصغر من جمهور منصة «إكس». تقول: "إذا كنتَ على اتصال بعدد أقل من الأشخاص، فأنت تعرف مَن تخاطب. يمكنك أن تتخيّلهم وأن تقول ما يدور برأسك". أمَّا إن كانت قاعدة المتابعين كبيرة، فهي ترى أن ذلك قد يدفع المرء إلى إعمال الرقابة الذاتية خشية إثارة ردود فعل سلبية.
ويقول جوناثان هاتشينسون، المتخصّص في دراسة وسائل التواصل الاجتماعي بجامعة سيدني، إنّ الدراسة تُظهر أنّ منصة «بلوسكاي» أصبحت فضاءً مشروعًا للتواصل العلمي، مشيرًا إلى أنّ كثيرين ممّن كانوا يلجؤون عادةً إلى «إكس» للحصول على المعلومات باتوا الآن يستخدمون «بلوسكاي». وهو يتطلع إلى رؤية دراسات تبحث كيفية تفاعل الباحثين من تخصّصات ومراحل مهنية مختلفة مع المنصة.
وذكر تشنج أنّ تجربته الشخصية في الترويج للمسوّدة البحثية على المنصتين جاءت متسقةً مع نتائج الدراسة: "فعلى الرغم من أنّ لديّ عددًا أكبر بكثير من المتابعين على منصة «إكس» (نحو 2200) مقابل ثلاثة متابعين فقط على «بلوسكاي» حينها، فقد حصد المنشور على «بلوسكاي» تفاعلات أعلى بكثير من «إكس»". وأكَّد كذلك أنّ النقاشات حول الدراسة كانت أوسع على «بلوسكاي» مقارنةً بـ«إكس». ومن هذا خلُص إلى أنّ هذا التفاعل الأكبر قد يعزّز شعور المستخدمين بالارتباط، مكوّنًا حلقة تفاعلية تشجّعهم على البقاء نشطين على المنصة. يقول: "ربما تصبح «بلوسكاي» المنصة الأنسب للنقاش العلمي حقًا، وتستمر كذلك لفترة طويلة".
* هذه ترجمة المقال الإنجليزي المنشور بمجلة Nature بتاريخ 29 أغسطس 2025.
doi:10.1038/nmiddleeast.2025.159
تواصل معنا: