أخبار

نتائج استطلاع Nature: 27 سرًّا يتمنى لو عرفها طلاب الدكتوراه في بداية الطريق

نشرت بتاريخ 21 ديسمبر 2025

أجرت مجلة Nature استطلاعًا لآراء عدد من باحثي الدكتوراه، وجمعت خلاصة خبرتهم الثمينة في أمور شتّى: من اختيار المشرفين والتعامل مع الضغوط النفسية إلى التكيُّف مع الثقافة الأكاديمية.

ليندا نوردلنج

الصورة من تصميم: أنتونيو رودريجز

الصورة من تصميم: أنتونيو رودريجز

استطلاع Nature لطلبة الدكتوراه لعام 2025

هذه المقالة الثانية من سلسلة مقالات تناقش نتائج استطلاع Nature لطلاب الدكتوراه لعام 2025. تناولت المقالة الأولى أهم نتائج الاستطلاع، الذي أجرته المجلة في مايو الماضي بالشراكة مع شركة «ثينكس إنسايت آند ستراتيجي» Thinks Insight & Strategy، وهي شركة استشارات بحثية مقرها لندن، وأُعلنَ عنه على موقع nature.com، وفي منتجات «سبرينجر نيتشر» Springer Nature الرقمية، وكذا عبر البريد الإلكتروني. شارك في الاستطلاع 3785 طالبًا في مرحلة الدكتوراه من 107 دول، 44% منهم إناث، و25% ينتمون إلى أقلية عرقية في البلد الذي يدرسون فيه، و33% بالخارج. يمكنك زيارة الرابط التالي للاطلاع على مجموعات بيانات الاستطلاع كاملة: go.nature.com/4ncsuo1.

البدء في دراسة الدكتوراه قد يكون بمثابة الدخول إلى عالم جديد، غير مألوف؛ فرغم أن الجامعات تُقدم برامج توجيهية، ويُقدم المشرفون إرشادات بحثية، ثمة دروس لا تأتي إلا ممن سبقوهم في هذا الطريق.

وفي استطلاع Nature لطلاب الدكتوراه لعام 2025، سُئل المشاركون عن النصائح التي يودُّون توجيهها إلى يزمع التقدُّم لنيل درجة الدكتوراه (انظر: نصائح للمقبلين على خوض رحلة دكتوراه). وفي عديد من الإجابات، قُدمت نصائح حول ما يجب مراعاته عند اختيار المشرف وموضوع البحث والمختبر، وأهمية التدقيق في الدوافع الشخصية للدراسة. وفيما يلي طائفة من الاقتباسات المأخوذة من إجابات المشاركين، مع مراعاة إخفاء هوية أصحابها، ولكن مع الإفصاح عن جنس الكاتب وجنسيته ومكانه وسنة الدراسة.

الرفيق قبل الطريق

اختيار الأشخاص الذين تعمل معهم لا يقل أهميةً عن اختيار موضوع الرسالة.

"اختر مشرفك أو مشرفيك بعناية فائقة. لقد رأيتُ عددًا كبيرًا جدًا من الطلاب يتعرضون للتنمر والمضايقة والطرد من البرنامج، أو لنزيفٍ مستمر في ثقتهم بأنفسهم". - طالبة في السنة الرابعة من جنوب أفريقيا

"عند خوض مقابلة مؤهِّلة للحصول على منحة دكتوراه، انتبه إلى كيفية تعامل المشرف المُحتمل مع الآخرين في المختبر والقسم. فرغم أن المختبر الذي التحقتُ به كان يعجُّ بالطلاب، استُبعد البعض بسبب مُحاباة المشرف". - طالبة في السنة الخامسة في الولايات المتحدة

"لا تنتقل مباشرةً من مرحلة البكالوريوس إلى الدكتوراه. اعمل لمدة عام إن أمكن في وظيفة تُمكّنك من فهم المشكلات التي ترغب في حلها بشكل أفضل. فهذا يتيح لك الخروج ببحث أثقل وزنًا وأعظم أثرًا". - طالبة كندية في السنة الأولى مقيمة في المملكة المتحدة

"ثقافة المؤسسة أهم شيء، فلتستمع إلى ما تحدثك به نفسك إن شعرتَ أن ثقافة الجامعة أو المختبر لا تناسبك". - طالبة في السنة الثانية بالولايات المتحدة

"انتهز الفرصة، متى سنحت لك، للتنقل من مختبر إلى آخر، فقد ينتهي بك المطاف إلى مختبر تُفاجأ بأنه الأنسب لك. أقول هذا من واقع خبرتي، فالمختبر الذي أنتمي إليه الآن لم يكن مدرجًا في قائمة تفضيلاتي في البداية". - طالبة في السنة الثالثة في الولايات المتحدة

 اعرف وجهتك

الدكتوراه التزام طويل الأمد، فلتتوثق من دوافعك، وافعل كل ما من شأنه أن يحافظ على سلامتك النفسية.

"لا تبدأ السير في طريق الدكتوراه إلا وأنت على يقينٍ من أنك تفعل شيئًا تحبه. فلا تتسرع، وتأنَّ في التفكير للتحقق من أن هذا هو ما ترغب في تحقيقه. فإذا توثَّقت من ذلك تمامًا، فلا تتوقف عن محاولة الحفاظ على اتزانك وصحتك النفسية طوال فترة الدراسة. فتجنُّب الإرهاق أسهل كثيرًا من محاولة التعافي منه" - طالبة في السنة الثانية في الولايات المتحدة

"عبّر صراحةً عما تريد، فإن أحدًا لن يقف إلى جانبك ليمنحك ما تريد، ما لم تفعل أنتَ ذلك. أن وحدك من تعنيه شؤونك، فلتكن واعيًا بما تحتاجه لترتقي بمسيرتك المهنية". - طالبة هندية في السنة الخامسة، مُقيمة في الولايات المتحدة

"فكّر منذ البداية فيما ستفعل بعد حصولك على الدكتوراه، واتخذ من القرارات ما يعبِّد طريقًا يؤدي بك إلى حيث تريد، واعتمد على نفسك في إنارة طريقك، فالطريق هنا قد يكون معتمًا أحيانًا". - طالبة في السنة الرابعة في تركيا

"لا تكن مدفوعًا في عملك على إنجاز الرسالة بالشعور بالذنب. احرص على أن تنتهي من عملك خلال ساعات العمل، وامنح نفسك راحةً بعدها، تنقطع فيها عن كل ما له علاقة بالعمل والدراسة. ولا تدع شعور الخزي أو الخجل يفسد عليك عطلتك، واعلم أنك لستَ وحدك: فلا أحد ينجز كل ما خطَّط له". - طالبة في السنة الخامسة في كرواتيا

"إنْ ساورك شعور بأنك تفعل شيئًا لا تحبه، فاهجُره دون تردد. استمع إلى صوت نفسك، وإذا كنتَ تمضي في الطريق الخطأ، فحبذا لو تفطن إلى ذلك في أقرب وقت". - طالبة في السنة السابعة في بولندا

دكتوراه على طريقتك الخاصة

اختيار الموضوع ليس سوى البداية، أما نجاحك فيتوقف على مقدار ما لديك من فضول ومثابرة وقدرة على اكتساب مهارات تعينك على مواصلة الرحلة.

"لتكن شغوفًا بالطريق، لا الوجهة وحدها. إذا كنت تجد متعة حقيقية في التعلم وحل المشكلات والغوص عميقًا بحثًا عن أجوبة لأسئلة لم يُجَب عليها من قبل، فإن هذا الشغف هو ما سيقودك إلى المرحلة التالية". - طالب في السنة الثانية في البرازيل

"حدّد مهامّك بنفسك... ولا تُرهق نفسك بالتفاصيل، بل انظر كيف لك أن تطوِّر بحثك من منظور أوسع. ولا تفوِّت فرصة الاحتفال بالإنجازات الصغيرة: مثل كتابة ملخص لمؤتمر، أو مراجعة الدراسات السابقة حول موضوعٍ بعينه، وما إلى ذلك". - طالب كيني في السنة الثالثة مقيم في ألمانيا

"اغتنم كل فرصة لتعلُّم الكتابة، فدراسة الدكتوراه استثمارٌ في مستقبلك، وإحدى أهم وأقيم المهارات التي يمكن اكتسابها خلال تلك المرحلة هي القدرة على التواصل الكفؤ عبر الكتابة". - طالب في السنة الرابعة في كندا

"لا تستعن بأدوات الذكاء الاصطناعي لتؤدي عنك المهام المهمة، سواءٌ في القراءة أو الفهم أو الكتابة. وتولَّ بنفسك تحليل النتائج، ولا تُسند هذه المهمة إلى هذه الأداة أو تلك من أدوات الذكاء الاصطناعي، فقد تخرج بنتائج متحيزة". - طالبة في السنة الخامسة في الهند

"حاول تحديد حجم العمل الذي تستطيع أداءه بوضوح، فإن ذلك سيساعدك هذا على التخطيط بكفاءة أكبر، وتجنب الإجهاد الناجم عن الاستغراق في ارتباطات أو مشاريع جانبية أكثر مما ينبغي". - طالبة في السنة الرابعة من البرازيل 

تخطَّ الصعاب

اعرف كيف يكون التعامل الأمثل مع قواعد العمل في المختبر، والنهوض بأعباء العمل الثقيلة، والتغلب على العقبات التي منشؤها الثقافة السائدة داخل المؤسسة، أو طبيعة المؤسسة نفسها.

"التحديات التي ستواجهها في هذه المرحلة أصعب مما واجهته في أي مرحلة سابقة، سواءٌ على المستوى الأكاديمي أو الشخصي. لا تصدِّق من يقول إن الحياة داخل أسوار الجامعة أكثر براءةً وأمانًا من الحياة خارجها". - طالبٌ من العابرين جنسيًا في السنة الخامسة في تايوان

"العمل على رسالة دكتوراه، بالنسبة إلى أكثر الطلاب، لا يكون بنظام دوام ثابت: من التاسعة صباحًا إلى الخامسة مساءً. وسوف يتعين عليك أن تتبع نظام عمل مرنًا، فكل شيء يستغرق وقتًا أطول بثلاث مرات مما تظن. ولا مانع من الانضمام إلى مجموعة تدريب بحثي أو مجموعة دعم للباحثين في بداية مسيرتهم المهنية، وبذلك تدخل في شبكة من حَمَلة الدكتوراه الآخرين الذين يؤدون أنشطة مماثلة". - طالب في سنته الأولى غير ثنائي الجنس من الولايات المتحدة الأمريكية ويقيم في ألمانيا

"إن كان ثمة اتحاد طلاب، فاحرص على الانضمام إليه، فلديه موارد قيّمة يتيحها للأعضاء". - طالبة في السنة الثانية بالولايات المتحدة

"لا تتردد في أن تجأر بالشكوى إن تعرضت للظلم أو كنتَ شاهدًا عليه. كثير من الناس يلتزمون الصمت ويتركون المعتدين يذهبون بفعلتهم ظنًا منهم أنهم لوحدهم". - طالب في السنة السادسة في سويسرا

"تأهَّب لمواجهة للتحديات التي تفرضها عليك القيود السياسية والقانونية الخارجية، وخاصة في البلدان النامية، إذ يمكن أن تحد من الفرص السانحة أمامك". - طالب في السنة الثانية في العراق

"تواصل مع غيرك من الطلاب المغتربين بنفس الجامعة واسألهم عن تجاربهم وانطباعاتهم. ولا ترفع سقف التوقعات، وكن مستعدًا لبذل جهد مضاعف نظرًا لاختلاف اللغة والثقافة وأساليب التواصل". - طالبة كولومبية في السنة الرابعة مقيمة في الولايات المتحدة

وازِنْ بين نجاحك العملي وسلامتك النفسية

أحسِن إدارة مواردك، وحافظ على صحتك النفسية، ولا تقعد عن تحقيق أهدافك.

"تذكَّر أن برنامج الدكتوراه رحلة أكاديمية، لكنه ليس مقياسًا تتحدَّد بناءً عليه قيمتُك". - طالبة في السنة الثالثة في كوريا الجنوبية

"تأكد مما إذا كان راتب أو منحة الدكتوراه كافيةً لتكفل لك حياة كريمة في البلد الذي تعتزم العيش فيه، حتى لا تواجه إلى جانب صعوبات الدراسة صعوبات شراء حاجياتك الضرورية". - طالبة في السنة الثالثة في إسبانيا

"بأدب، لا تستمع إلى مشرفك إن رفض طلب إجازتك." - طالب في السنة الثالثة من المملكة المتحدة مقيم في فرنسا

"فكّر في الخسارة المالية التي قد تُمنَى بها من السنوات التي تمرُّ عليك دون أن تدَّخر للتقاعد أو لأمور مهمة مثل امتلاك منزل." - طالبة في السنة السادسة في الولايات المتحدة

"متلازمة المحتال لا تختفي تمامًا، لكنها تخف مع مرور الوقت. فلتُحِط نفسك بشبكة دعم جيدة، وحبذا لو تُعِدُّ خطة طوارئ لتلجأ إليها في حال ساءت الأمور". - طالبة في السنة الخامسة في الولايات المتحدة

"الدكتوراه رحلة طويلة، ستشعر فيها أحيانًا بأنك لستَ على ما يُرام، لكن اعلم أنها تستحق العناء. بعد ثلاثة أجيال، لن يتذكرك أحد، لكن بحثك قد سيبقى حيًا". - طالب في السنة الثالثة من الولايات المتحدة الأمريكية مقيم في إسبانيا

 

* هذه ترجمة المقال الإنجليزي المنشور بمجلة Nature بتاريخ 6 أكتوبر 2025.

doi:10.1038/nmiddleeast.2025.213