تحييد فيروس ’ميرس‘ عن طريق الجينات البشرية في البقر
نشرت بتاريخ 7 يونيو 2016
قد تكون الأبقار المهندَسة بيولوجيًّا هي الإجابة في القتال ضد الفيروس التاجي المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية.
محبّ قسطندي
تمكنت الأبقار المهندَسة بيولوجيًّا التي تنتج كميات كبيرة من الأجسام المضادة البشرية متعددة النسائل من تحييد الفيروس التاجي المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (MERS-CoV) بفاعلية لدى فئران التجارب، حيث أمكن منع إصابتها بالعدوى، في سياق دراسة جديدة1.
في السنوات الأخيرة، حقق الباحثون تقدمًا كبيرًا في فهم كيفية إصابة جسيمات MERS-CoV الخلايا المضيفة بالعدوى، وفي حين تم تحديد العلاج المناعي الذي يحتوي على أجسام مضادة محيّدة بوصفه نهجًا علاجيًّا محتملًا، إلا أن العلاج الفعال لا يزال غير متوفر حتى الآن.
على أي حال، كان جابرييل ديفانج، من الوحدة الثالثة للأبحاث الطبية البحرية في القاهرة، إلى جانب زملائه والمتعاونين معه، قد أبلغوا بالفعل قبل عامين أنهم تمكنوا من عزل وتوصيف سلالة جديدة من MERS-CoV، أطلقوا عليها اسم Jordan N3/ 2012، واستخدموها لإنتاج نوعين من اللقاحات التجريبية المختلفة ضد الفيروس2.
يتكون أحد اللقاحات، واسمه SAB300، من كافة جسيمات الفيروس من سلالة جوردَن، التي قتلت، والتي تسبب إنتاج أجسام مضادة لها. اللقاح الآخر، SAB301، يحتوي على البروتين السكري الشوكي من سلالة الحسا، والذي يستخدمه الفيروس ليتمكن من الدخول إلى الخلايا المضيفة.
استخدم الباحثون SAB301 لتطعيم مجموعتين من الأبقار التي أحلوا فيها كروموزومًا اصطناعيًّا يحمل جينات الجلوبيولين المناعي البشري محل جينات الجلوبيولين المناعي (Ig) التي تنتج الأجسام المضادة. عند تحصينها، تبدي هذه الأبقار استجابة مناعية قوية، وتنتج أجسامًا مضادة متعددة النسائل بشرية تمامًا ضد MERS-CoV.
فيما بعد عمد ديفانج وزملاؤه إلى تنقية الأجسام المضادة من دم الأبقار، واختبروها لتقييم فاعليتها؛ فوجدوا أن SAB301 قضى على MERS-CoV بفاعلية في الخلايا المصابة بالعدوى والمزروعة في أطباق بتري، وأن جرعة واحدة منه، عند إعطاء الفئران إياها إما قبل 12 ساعة أو بعد 24 و48 ساعة من الإصابة بعدوى MERS-CoV، قد حمت الحيوانات من الفيروس.
أنتجت الأبقار المهندَسة بيولوجيًّا المستخدمة في الدراسة بين 150– 600 جرام من الأجسام المضادة كل شهر، وبالتالي فإن النتائج التي نُشرت في أواخر فبراير في دورية Science Translational Medicine، تشير إلى أن هذا الأسلوب يمكنه توفير منصة جديدة قيّمة لإنتاج كميات كبيرة من العلاجات لـMERS-CoV وسواها من الأمراض المعدية الناشئة.
يقول كاناكات رافيبركش -من مركز البحوث الطبية البحرية في سلفر سبرينج، ميريلند، المؤلف المشارك في هذه الدراسة-: إن الخطوة التالية تتمثل في تقديم طلب إلى هيئة الأغذية والأدوية الأمريكية لبدء المرحلة الأولى من الدراسات على الإنسان. "يعتمد التوافر على عدة عوامل، ومنها نتائج تجارب الفاعلية بمرحلتيها الثانية والثالثة. إننا نأمل في حال إثبات المأمونية والفاعلية، أن يتوفر علاجٌ كافٍ للذين يحتاجون إليه".
ظهر فيروس MERS-CoV في المملكة العربية السعودية عام 2012، وقد انتقل عن طريق البشر إلى أنحاء أخرى من العالم. وقد حددته منظمة الصحة العالمية MERS-CoV باعتباره "مهددًا للصحة العالمية"، واعتبارًا من منتصف نوفمبر 2015، كان هناك 1618 حالة إصابة مؤكدة، و579 حالة وفاة.
2. Frey, K. G., et al. Full-Genome Sequence of Human Betacoronavirus 2c Jordan-N3/2012 after Serial Passage in Mammalian Cells. Genome Announc. http://dx.doi.org/10.1128/genomeA.00324-14 (2014).
تواصل معنا: